قصص قصيرة جدا/ زكريا تامر
موت رئيس
مات الرئيس المفدى إثر حادث مباغت مؤسف، فمزقت النساء ثيابهن الداخلية، فالمصيبة موجعة لا تحتمل ولا يصبر، فالفاسدون المفسدون أضاعوا كعبتهم وحجرهم الأسود، وبكى كبار اللصوص إذ فقدوا لصاً يرعى اللصوص ويكفل لهم الأمان والجاه والمجد في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وحزن صغار اللصوص، فقد توارى أملهم في الإنتقال من طبقة صغار اللصوص إلى طبقة كبار اللصوص، وارتدى القتلة ثياب الحداد الأبدية، فقد خسروا قاتلاً فريداً يستمتمع بالقتل كأنه ماء وموسيقى. أما الناس العاديون، فقد سجدوا على إسفلت الشوارع محدقين إلى أعلى بنظرات شكر وامتنان
حفرة واحدة لمخلوق واحد
تلاقى المعول والرفش في أحد البساتين، فقال المعول للرفش : تعبت من حفر القبور. وأنت ألم تتعب مثلي؟
فقال الرفش : من المؤكد أني تعبت، ولكننا لن نستريح إلا إذا حفرنا حفرة لهذا الرئيس المروّج للموت.
وكان البغل المنهمك في التهام عشب البستان ينصت لحوارهما، فقال لهما : صحيح أنها مجرد حفرة واحدة، ولكنها ستنقذ الآلاف من الموت والتشرد والجوع.
فدهش المعول والرفش من تعليق البغل، واتفقا على أن ما قاله يثبت أن البغال أكثر وعياً ممن يدعون أنهم رجال السياسة والفكر.