انتشار ظاهرة تشغيل الأطفال في سوريا رغم القوانين التي تحظرها
يقف أمام آلة أطول منه، يداه الماهرتان تجعل الزائر يراقب حركاتهما المتقنة والسريعة بتعجب رغم الجروح البادية عليهما، إنه محمد.ع الذي يبلغ من العمر عشر سنوات. يعمل محمد في مصنع لتصنيع البرادات التجارية في منطقة “الهلك” بمدينة حلب السورية، وهي منطقة معروفة بورشات صناعية منتشرة حتى في البيوت والشقق السكنية. ويعمل في هذه الورش كما هو معروف عدد كبير من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة بسبب الفقر وظروف الحياة الصعبة التي أجبرتهم على ترك المدرسة ومساعدة أسرهم في تأمين لقمة العيش كما يقول محمد.
ينتشر تشغيل الأطفال في مختلف المناطق السورية، لاسيما حيث تكثر الورش الصناعية في مدينتي حلب ودمشق. أما طبيعة عملهم فلا يندر أن تكون مجهدة؛ عامر على سبيل المثال عمره 12 عاما يعمل في مؤسسة متخصصة بتجارة الحديد في شارع الميدان في مدينة حلب السورية. ومع أن سقوطه على الأرض بين الفينة والأخرى وهو يجر قضبان الحديد يدل على أن بنيته الجسدية ضعيفة لا تتحمل عمل كهذا، إلا أنه يقوم به لأن مردوده أعلى من العمل بصناعة الأحذية على حد قوله. ويضيف بأن المهم بالنسبة له مساعدة والديه وتوفير بعض المال.
وهناك أطفال يعملون في الشوارع، خاصة في جر عربات لبيع الخضار والفواكه أو بيع الخبز مثل درويش ذو التاسعة من عمره الذي يجر عربة لبيع الخبز. إن هؤلاء الأطفال لا يواجهون فقط إجهاد العمل واستغلال رب العمل الذي يفضلهم على غيرهم بسبب أجورهم المتدنية، بل أيضا دوريات الشرطة التي تلاحقهم في الحارات والأحياء بكثافة لأنهم يقومون بأعمال مخالفة للقوانين. “نلعب مع الشرطة لعبة القط والفأر من خلال الانتقال بسرعة من منطقة إلى أخرى خوفا من الوقوع في يدها”
———
تابع/ي الموضوع على رابط المصدر أدناه