في اليوم العالمي لحرية الصحافة- بقلم سمير مطر

كم صحفية أو صحفيا فقد حياته بسبب حرية التعبير في الخمسين سنة الماضية في سوريا؟كم صحفية أو صحفيا قبع لسنوات في سجون نظام الأسدين في الخمسين سنة الماضية؟ للأسف الجواب سهل على كلا السؤالين: العدد كبير والسبب البسيط لذلك هو خوف النظام السوري في العقود الخمسة الماضية من حرية التعبير وحرية الصحافة، لذا منع الصحف الحرة ومنع المنشورات الورقية وقيد الصحافة بقوانينه الاستبدادية للمطبوعات وبعد ظهور الانترنت حظر عشرات المواقع الالكترونية والسبب بسيط هو خوفه من حرية الكلمة وحرية الصحافة.مرت حرية الصحافة في سوريا ما بعد الاستقلال بسنوات وردية في منتصف الخمسينيات وأخرى استبدادية بعد انقلابي حزب البعث 1963 وانقلاب حافظ الأسد 1970 ولم تر هذه الحرية النور مجددا إلا في مناطق خرجت عن سيطرته بعد انطلاق ثورة آذار 2011.لهذا السبب وحده على السوريين جميعهم تعلم أن حرية التعبير لها ثمن غال وانه إنصافا لمن ضحى بحياته أو بسنوات شبابه في سجون النظام علينا أن ندافع عن هذا الحق الإنساني حتى ولو كان ذاك الصحفي أو تلك الصحفية تتخذ موقفا لا نتفق معها أو معه فيها. هذه القيمة يجب أن نتعلمها لأنه بدون حرية الصحافة لا ديمقراطية. إذ يجمع كل من يؤمن بالديمقراطية في العالم على أن حرية الصحافة هي إحدى الركائز الأساسية للمجتمع الديمقراطي وبدونها لن يرى أي مجتمع التنوير والنهضة .إن حماية حرية التعبير وصون حرية الصحفيين هما حماية للديمقراطية ذاتها ودفاع عنها ، وهذا لن ينجح سوى برفع أصواتنا جميعا لدعم هذا الحق الإنساني ، وعلى الصحفيين التفاعل مع زملائهم في كل مناسبة ورفع صوتهم بعد كل انتهاك.الا أنه وبعد ثورة آذار عام 2011 وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ، وعلى ذات الاستناد الذي قررته أعلاه أقول إن وضع حرية الصحافة لم تزل غير مبشرة بالخير في بلادنا ، لأن هذه الحرية لم تكتمل و بقيت منقوصة وأحيانا منتهكة في المناطق التي أصبحت خارج سيطرة النظام السوري، ينطبق ذلك للأسف على وضع الصحافة السورية في دول الشتات.وعلى الرغم من أن كلمة حرية هي من أكثر الكلمات المستخدمة في حناجر السوريين المنتفضين على نظام الاستبداد في دمشق إلا أن حرية الصحافة لم تزل تتعرض للانتهاك في صفوف المعارضة السورية أيضا و للأسف ، إذ يعاني صحفيون مضايقات وتهديدات وأحيانا خطر الاعتقال، وقد وصل الأمر في أحايين عديدة حد تعرض البعض منهم للاغتيال ، دون أن يتعرض الجناة للعقاب و دون أن يتلقى العاملون في الحقل الصحفي الدعم الكافي من قبل المؤسسات الرسمية أو منظمات المجتمع المدني الأمر الذي فاقم السوء وكرس الدعة في جسد السلطة الرابعة التي لا يستقيم اجتماع سياسي وينهض دون وجودها وممارستها دورها ..ابدا .
——–
(*) رئيس رابطة الصحفيين السوريين