الخرافة حينما تصبح علما/ صخر أبو فخر
يلوح لي أن المجتمع العربي ما زال عالقا، منذ عصر السلاجقة في القرن الحادي عشر ميلادي، بين لجام ومهماز: لجام الخرافة و<الفكر> المشائخي والتراث الراكد، ومهماز العلم والتقدم والنهضة والحداثة والحرية. وكلما حاول هذا المجتمع والنخب المفكرة فيه تحطيم اللجام وقعوا في شرك أدهى هو الاستبداد. فكأنما قُضي على المجتمع العربي أن يظل عالقا في ثنائية مدمرة هي ثنائية الخرافة والاستبداد. وقد نجح <الفكر> المشائخي في أن يتقدم في سيرورة الانحطاط هذه لينتزع له مكانة مؤثرة في الحياة اليومية للناس ويصبح، فوق ذلك، صاحب سطوة وشوكة وحضور. وبينما كان جزء مهم من العالم، شرقا وغربا، يجتاز مسيرته نحو التقدم والحداثة بخطوات واثقة، كان هذا الجزء من العالم القديم يجتهد في إدارة الظهر للعلم وللتفكير العلمي، وفي السير الى الوراء، ثم ينغلق على معارفه المتقادمة التي باتت بلا جدوى منذ انبثاق حركة النهضة في أوروبا.
تقوم موهبة بعض الذين توقفت معارفه عند شروح الحُفّاظ والرواة والمحدثين على مراقبة العلم في الغرب، وكلما ظهرت نظرية علمية جديدة أو اكتشاف علمي مدهش ينبري هؤلاء إلى التفتيش عن حديث هنا أو رواية هناك ليقولوا إن هذا الغرب متخلف عنا أشواطاً مديدة، فنحن الذين اكتشفنا هذا الأمر قبله بمئات السنين! وهيهات له ما لنا، فنحن من فتق ورتق واخترع وخرق… إلى آخر هذا الهراء التفاخري. وهذا <الفكر> المشائخي، في جوهره، ثابت عند مزابل الماضي المهزوم، وهو ما فتئ يردد أن السلف قال كل شيء ولم يُبقِ للأواخر من شيء، وما أغلقه السلف لا يفتحه الخلف.
الهبل المستديم
منذ 2500 سنة وقف أبقراط ليقول: “إن بعض الناس يظنون أن الصرع يأتي من الجن لأنهم لا يفهمون أسبابه”. واليوم، بعد 2500 سنة، ما زال الكثيرون من العرب متخلفين 2500 سنة عن أبقراط لأنهم ما انفكوا يعالجون الصرع بالضرب والرقى والتعزيم لإخراج الجان من بدن الإنسان. وفي حادثة جديدة، دفعت امرأة حياتها ثمناً لهذه الشعوذة المرة. فقد شهدت إحدى قرى قضاء الزهراني في لبنان الجنوبي في سنة 2006 موت امرأة في العقد الثالث وأم لطفلتين جراء هذا الخبال الشعبي حينما قرر مشعوذ أن هذه المرأة مسكونة بالجن، وأن الطريقة الوحيدة لإخراج الجن منها هي ضربها ضرباً مبرحاً. وتعاون الزوج وشقيقاها على ضربها بقوة فماتت بعدما تفنن أحد شقيقيها بضرب رأسها ببوابة من حديد، فأصيبت بنزف حاد في الرأس، فعاش الجن وماتت المرأة (جريدة <المستقبل>، 29/5/2006).
هذا ما وقع في لبنان في القرن الحادي والعشرين. وهذا الهبل ليس أمراً استثنائياً أو معزولا، بل هو ظاهرة شائعة جدا في المجتمع العربي في أقاليمه المختلفة. وفيما يلي ضروب من هذا العياء اليومي والبلاء الدهري اللذين يكتنفان أدمغة الناس و<عقولها> إلى حد مريع.
1 – إبليس والقمر
وضع أحد <علماء> الدين كتابا ينكر فيه الصعود إلى القمر إنكارا تاما، وأكد أن الأميركيين لم يكذبوا في هذا الأمر قط، لكنهم وقعوا ضحية خدعة ماكرة من إبليس، فقد انتفخ إبليس في الفضاء حتى بدت صورته كما لو كان كوكبا سابحا أشبه بالقمر، وكان يتربص برواد الفضاء ليخدعهم. وهكذا هبطت المركبة على ظهر إبليس ظنا من روادها أنهم واقفون على سطح القمر (انظر: عبد الله الغذامي، <الثقافة التلفزيونية>، الدار البيضاء: د.ت.، ص 30).
هذا خيال ربما يصلح لأفلام الفضاء الراعبة. لكنني لا أدري حقا هل أن هذا الخيال صادر عن عقل متوهج أم عن نخاعات مسلوقة.
2 – التكبير والجراثيم
نشرت مجلة <المسير> (العدد,20 آذار 2006) خبرا يقول إن فريقا طبيا من 30 أستاذا في حقول الطب المخبري والجراثيم والفيروسات والعلوم الغذائية وصحة اللحوم والباثولوجيا التشريحية وصحة الحيوان والأمراض الهضمية وجهاز الهضم، أجرى أبحاثا مخبرية جرثومية وتشريحية على مدى ثلاث سنوات لدراسة الفرق بين الذبائح التي ذُكر اسم الله عليها ومقارنتها بالذبائح التي لم يُذكر اسم الله عليها. وجاءت النتائج صاعقة ومفاجئة. ووصفها أعضاء الطاقم الطبي بأنها معجزات تفوق الوصف والخيال. وبرهنت ان نسيج اللحم المذبوح من دون تسمية وتكبير مليء بمستعمرات الجراثيم ومحتقن بالدماء، بينما كان اللحم المسمى والمكبر عليه خاليا تماما من الجراثيم ومعقما ولا يحتوي نسيجه على الدماء.
هكذا، إذن، صارت لدينا وسيلة تعقيم بلا تكلفة، أي التعقيم بالكلمات.
3 – الحجاب يقي السرطان
ذكرت مجلة <روز اليوسف> (القاهرة، 25/2/2006) إن جماعات مصرية تقوم بتوزيع نشرة على رواد المساجد وسكان الأحياء جاء فيها ما يلي: “أثبتت البحوث العلمية الحديثة (؟) أن تبرج المرأة يُعد وبالا عليها، حيث أشارت الإحصائيات الحالية (؟) إلى انتشار مرض السرطان الخبيث في الأجزاء العارية من أجساد النساء ولا سيما الفتيات اللائي يلبسن الملابس القصيرة”.
إنها لمن الغرابة حقا أن تستخدم أكثر الجماعات جهلا بالعلم عبارات مثل <البحوث العلمية الحديثة> و<الإحصاءات>… الخ. وهؤلاء، على ما يبدو، يخشون، أكثر ما يخشون، أن تبدي نساؤهم زينتهن، فهذا هو الرعب المقيم.
4 – عَرَق لابيضاض العين
أوردت مجلة <الكشكول> (العدد ,34 كانون الثاني 2004) “إن العالم المسلم الدكتور عبد الباسط محمد سيد الباحث في المركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر تمكن من تصنيع قطرة عين لمعالجة المياه البيضاء استلهاما من سورة يوسف”.
تقول سورة يوسف في الآية 93: “اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتي بصيرا”. ولكن ماذا في قميص يوسف من شأنه أن يُذهب المياه البيضاء؟ إنه العرق. وهكذا انكب الأستاذ الدكتور العالم المسلم الباحث على العرق البشري لاستخلاص قطرة لمعالجة المياه البيضاء.
ربما أقبل أن يكون عرق النبي يوسف قد محق المياه البيضاء في عيني يعقوب، أما أن يُفلح عرق هذا الباحث في مداواة المرض، فهذا مدعاة للتأمل في مصيرنا على نحو آخر.
5 – الجان في الباكستان
ورد في كتاب <الإسلام والعلم: السلفية ومعركة العقلانية> الصادر عن دار <زد> في لندن سنة 1991 أن علماء باكستان، نزولا عند أوامر الرئيس ضياء الحق (اقرأ: ضياع الحق) القاضية بأسلمة حياة البلاد أسلمة كاملة، بما في ذلك مناهج التعليم، عكفوا على اكتشاف التركيب الكيماوي للجن لاستخراج الطاقة الكامنة فيه وتسخيرها في سبيل حل أزمة الطاقة التي تعانيها البلاد “وخلق الجان من مارج من نار” (سورة الرحمن، الآية 15)
إن مؤلف هذا الكتاب هو برويز هودبوي أحد أبرز علماء الفيزياء النووية في جامعة إسلام آباد وأستاذ في معهد ماسا تشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وقدم للكتاب العالم الباكستاني المشهور محمد عبد السلام الحائز جائزة نوبل في الفيزياء. وفي هذا الكتاب من الغرائب ما لا يُحصى عن طرائق تدريس العلوم في تلك البلاد. وعلى سبيل المثال ما يلي:
– يجب ألا نربط المعلولات بالعلل، فذلك يؤدي الى الإلحاد. فلا نقول إن الطاقة تسبب تحولات في الأجسام، فهذا سم مدسوس لأنه يعطي انطباعا بأن الطاقة هي السبب وليس الله.
– يجب ألا نقول إن مزج الهيدروجين بالأوكسيجين يولد الماء، بل نقول: حينما تقترب ذرات الهيدروجين من ذرات الأوكسيجين فإن إرادة الله تنتج الماء.
– يجب ألا نسأل ماذا يحدث للحيوان إذا لم يتناول الطعام، بل نسأل: ماذا يحدث للحيوان إذا لم يعطه الله أي طعام (انظر: صادق جلال العظم، <ما بعد ذهنية التحريم>، دمشق: دار المدى,1997 ص 232).
إن امتهان العلم على هذا النحو، وردع العقل عن التفكير في السبب والنتيجة وفي العلة والمعلول، ومنعه من إنعام النظر في قوانين الطبيعة من شأن ذلك كله أن يؤدي، بلا ريب، إلى هذا الخبال المعرفي العميم.
إنها بلاد العم أبو الأعلى المودودي يا عزيزي!
6 – التكفير والذباب
تعرضت الباحثة المغربية خديجة البيطار للتكفير لأنها شككت في <حديث الذباب> الوارد في صحيح البخاري، ورأت فيه ما يتعارض مع العلم ومكتشفاته في حقل الميكروبات والجراثيم. أما الحديث فيقول: “إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء” (انظر: خديجة البيطار، <في نقد البخاري>، الدار البيضاء: منشورات الأحداث، 2003). ومع ذلك فإن زغلول النجار، وهو أحد مروجي الخرافة، ما زال يروي “إن مجموعة من الباحثين المسلمين قامت بأبحاث على أنواع مختلفة من الأشربة غمست الذباب في بعضها ولم تغمسه في البعض الآخر، ووجدت أن الأشربة المغمسة بالذباب خالية من جميع الجراثيم المسببة للمرض” (<الأهرام>، 11/11/2003
يحيا العلم!
7 – باب الشيطان
سأل أحدهم الشيخ عطية صقر عن التثاؤب في الصلاة. وبدلا من أن يتفكر هذا الشيخ ويلجأ إلى العلم لمعرفة كيف يحصل التثاؤب، وهو عملية تلقائية لا إرادية يقوم بها الجسم لدفع الدم إلى المخ، غاص في نصوص الكتب القديمة ليستنتج أن التثاؤب من عمل الشيطان، وأن من المفروض إذا تثاءب المرء أن يمسك بيده على فمه حتى لا يدخل الشيطان (جريدة <المساء> القاهرة، 24/2/1996).
عجبا!
8 – الخرافة والثقافة
يفرق الانثروبولوجيون، في العادة، الأسطورة عن الخرافة عن الشعوذة. فالأسطورة هي محاولة لصوغ منظومة معرفية أولية لتفسير الظواهر التي تستعصي على العقل البشري. والأسطورة، بهذا المعنى، تشتبك مع العقل، وهي أُمّ التفلسف. أما الخرافة فهي ابنة العبادات الطوطمية القديمة التي ما زال صداها يتردد حتى اليوم، والتي نجد تعبيرها وحضورها في آلاف العقائد الشعبية المتوارثة، وهي أُمّ الكثير من حالات الشعوذة التي تغتذي من تواكل الناس وامتثالها القطيعي وانسياقها وراء السائد والموروث.
والخرافة تشتبك دوما بالخوارق والممخرقين، فهي كسر لقوانين الطبيعة، لذا فهي مستحيلة تماما، لكنها شائعة لأنها عنصر من عناصر تكوين الطبائع الفطرية للناس. والخرافة ترافق العلم شبرا شبرا. وهي وإن كانت في الغرب تعيش كسيرة ذليلة ومحدودة الأثر في فضاء من العلم والتفكير العلمي، إلا أنها في بلادنا تزاحم العلم، باقتدار، على أذهان الدهماء. وعندما يكون العقل في إجازة تصبح الخرافة دين الناس وديدنهم. والويل لمن ينكر الخوارق والممخرقين وأصحاب التمائم والعزائم وعفاريتهم وكباريتهم.
وتنشر المطابع العربية، آلاف النسخ من الكتب المنحطة التي لا هدف لها إلا الكيد للعقل والاستنارة، ولا نتيجة ترتجى منها إلا تخليف وعي الناس وإشاعة الجهل وترويج التفاهة والابتذال. والأنكى أن هذه الكتب التي لا يخجل مؤلفوها من انحطاطها وسخفها وأغلاطها تقدم نفسها للدهماء على أنها إنجيل الخلاص من سوء أحوالها. وتنتشر هذه الكتب كانتشار النار في الحشيش، وتستولي على منافذ بيع الصحف في نواصي الشوارع. ومن أشهر هذه المصائب: <معجزة الشفاء بالحبة السوداء> (مرزوق ابراهيم مصر)، <خير الدواء في الحبة السوداء> (محمد عبد الله سورية)، <علاج الايدز بالأعشاب> (كاشه الطيبي مصر)، <إعرف شخصيتك من قفاك> (مجدي كامل مصر)، <المرأة التي اغتصبها الجان> (نبيل خالد مصر)، <امرأة أنجبت للشيطان> (نبيل خالد برضو)، <الشيطان الذي أخرجته من القمقم> (محمد عبده مغاوري مصر)، <حوار مع الشياطين> (محمد الصايم مصر). وغير بعيد من زماننا هذا ما قامت به جريدة <الأهرام> حينما نشرت في 5/5/1968 صورة مريم العذراء التي <ظهرت> للمؤمنين في كنيسة الزيتون سنة ,1968 أي بعد ويلات هزيمة حزيران 1967 مباشرة. وتولت مجلة <روز اليوسف> في 18/9/1972 الترويج لحكاية روتها فتاة مصرية قالت فيها إن العذراء أجرت لها عملية جراحية ناجحة، مع أن <الأهرام> نفسها (4/5/1971)، وعلى ذمة محمد حسنين هيكل، فضحت كبار معاوني الرئيس جمال عبد الناصر وكيف كانوا يحضرون الأرواح أمثال الفريق الأول محمد فوزي (وزير الحربية) وشعراوي جمعة (وزير الداخلية) وسامي شرف (سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات). غير أن هذه الرواية مشكوك فيها إلى حد كبير لأنها جاءت في خضم الصراع بين الرئيس أنور السادات و<مراكز القوى>. والمعروف أن هيكل انحاز، آنذاك، إلى السادات. ومهما يكن الأمر فإن من المتداول أن أنيس منصور كان محضّر أرواح، وأن مصطفى محمود كشف هذه <الحرفة> لديه في كتابه <لغز الموت>.
إذا كان هؤلاء على هذا المستوى من <المعرفة> فلا عجب، إذن، أن نعثر على بعض العوام حتى في مدينة القدس ممن ما زالوا يعتقدون أن الصخرة التي بُني فوقها مسجد قبة الصخرة مرتفعة عن الأرض أشبارا، لأنها كانت قد لحقت بالنبي محمد عندما عرّج في ذلك الموضع، ولما قال لها إهدئي هدأت لكنها ظلت معلقة بين السماء والأرض. والعجيب أن الصخرة لا تبعد عن أقصى منزل في القدس العتيقة إلا القليل من الأمتار
9 – يحيا الدجل
في مصر وحدها 300 ألف شخص يمارسون العلاج بالأرواح. وهناك 300 ألف غيرهم يعالجون الأمراض بالرقى والأعشاب. وفي إحصاء موثوق أن في مصر دجالاً لكل 240 مصريا، بينما يوجد طبيب لكل عشرة آلاف مواطن. وتشكل إعلانات الشعوذة وكشف الطالع جزءا لا بأس به من إعلانات بعض الصحف والمجلات. وبعض الأحزاب، مثل حزب الأحرار على سبيل المثال، افتتح مراكز لعلاج السحر والمس الشيطاني (أنظر: روز اليوسف 23/9/ 1996)
يقول الشيخ عبد الحق المسفوي وهو أحد أشهر المعالجين بالرقية في المغرب: “إن فصل الصيف في المغرب يُعد موسما لصيد الزبائن الخليجيين على أيدي المشعوذين والدجالين الذين يوزعون السماسرة على المطارات والفنادق والشقق المفروشة أو يستعينون بسائقي سيارات الأجرة أو عمال الفنادق أو حراس الشقق المفروشة” (انظر: منال الشريف، جريدة <الوطن> السعودية، 18/6/2003).
إن بعض الأسر الثرية تحتفظ في منازلها بمشايخ من المغرب <مرفوع عنهم الحجاب> لطرد الجان والشياطين ودفع المكروه. وقد التقت الكاتبة منال الشريف رجل أعمال خليجيا كان على وشك شراء خادم جني بمبلغ خرافي إذ أقنعه مشعوذ بأنه سيشكل الخادم على هيئة خنفساء ليتمكن من حمله معه في الطائرة (المصدر السابق نفسه.)
بسبب شيوع العقلية الخرافية يموت آلاف الأطفال والفتيان والنساء والرجال سنويا جراء العلاج الشعبي. وبسبب هذه الخرافات يغتصب الدجالون آلاف النساء وهم يوهمونهن بالعلاج من العقم مثلا أو بفك الربط عن ذكور أزواجهن. وثمة، للأسف، صحف تتصدى لمفاهيم التقدم والعقلانية، لكنها تنشر، في الوقت نفسه، <زاوية يومية> عن الأبراج. وهناك مجلات تزعم أنها تنتمي إلى العصر والعلم المعاصر، لكنها لا تتردد في تسويق أخبار الخرزة الزرقاء و<صيبة> العين وصب الرصاص المذاب في <طاسة> الماء البارد فوق رأس المريض.
أتساءل: كم هو عدد محضري الأرواح في العالم العربي، وكم هو عدد قارئي المندل والدجالين وضاربي الودع والمشتغلين بالتنجيم، ولا سيما في الفضائيات المشهورة، وكم هو حقا عدد العلماء بالمقارنة؟