الجامعة السورية ورقة المبادئ / يوسف سلامة
( …… )
تعريف الجامعة السورية
وفي الإجابة عن السؤال: ما الجامعة السورية؟ نقول: الجامعة السورية هي تحول جذري صريح من الإيديولوجيات الإمبراطورية –المتمثلة في الجامعة الإسلامية والجامعة العربية والجامعة البروليتارية- إلى إنتاج (مواطنة سورية) أو (وطنية سورية) أو (جامعة سورية) نحاول من خلالها، بوصفنا سوريين، أن نبني وطنًا موحدًا قويًا وعادلًا ومنصفًا وقادرًا على توحيد أبنائه جميعهم بإثنياتهم المختلفة ودياناتهم المتنوعة وطوائفهم المتباينة. الجامعة السورية هي إذن الوطنية السورية الجديدة التي تستهدف تنمية الوعي السوري بذاته بوصفه وعيًا وطنيًا يجمع بين العرب والكرد والسريان والآشوريين والتركمان والأرمن والشركس وغيرهم. ولا يستهدف الوعي السوري التقريب بين الإثنيات ذوات الثقافات المختلفة، واحترامها فقط، بل التقريب أيضًا في ما بين جميع المنتسبين إلى الديانات والطوائف السورية، بما تتخذه الجامعة السورية من موقف محايد منها جميعًا، وبالوقوف على مسافة واحدة منها جميعًا، ومن دون أن تكون معنية بمناقشة أي من الجوانب العقائدية واللاهوتية التي تخص أي دين أو طائفة. كل ما تستهدفه (الجامعة السورية) هو تسهيل الحوار وجعله ممكنًا بين المنتسبين إليها بوصفهم مواطنين بالمعنى السياسي والمدني للمواطنة وما من شك في أن مصلحة أي سوري اليوم -بصرف النظر عن إثنيته وديانته وطائفته- تتمثل في العثور على وسائل الحوار والتواصل التي تمكن من بناء وطن واحد وجامع، والعيش في كنفه بسلام. فمن شأن ذلك أن يمكن الجميع من العمل على خلق أفضل الأوضاع المنتجة للتنمية البشرية المستدامة التي تتخذ من (الإنسان الفرد)، في حد ذاته، هدفًا لها. وجلي أنه لا سبيل إلى تحقيق هذا الهدف إلا بتوفير الشروط الضرورية لاحترام الشخصية الإنسانية والكرامة البشرية لكل فرد بوصفه شخصية حرة، حقها في النقد والانتقاد لا يحده حد، على اعتبار أن الحرية ذاتها لا حد لها إلا الحرية، ولا شيء غير الحرية.
——–
اقرأ/ي المقال كاملا على رابط المصدر أدناه