حوارات وآراء

ارتكبتُ الخطأ فماذنب البقية ؟ / سحر حويجة

صورة أخرى من صور العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب السوري كنت انا السبب تصوروا ؟
على حاجز تفييش مدينة صحنايا منذ سنة لم أتوجه إليها لأسباب عديدة منها كورونا وتأثيرها على التواصل بين الناس. اليوم قمت بزيارتها في طريق العودة مساء ، كنت المرأة الوحيدة في السرفيس. يعتاد المواطنون قبل الوقوف عند حاجز لتفييش الهويات الشخصية للركاب تسليم الهوية لسائق السرفيس.
بلمح البصر نزل السائق دون ان يسأل من لم يسلم هويته. تأخر في غرفة التفييش لم يعد. في الأثناء تقدم احد العناصر من السرفيس واخذ بعد الركاب تبين له ان راكبا لم يسلم هويته . لم يسال بل جاء السائق وسأل من لم يسلم هويته؟ لم يأته الرد وبعد دقائق عاد وسأل يوجد هوية ناقصة. مع إني المراة الوحيدة وكان من السهل عليهم تبين ان هوية المراة غير موجودة بين الهويات. قلت له انا لم اسلم هويتي لم يطلبها مني احد. اعطيته الهوية اخذها وهو يفكر وقال وهو يحدث نفسه بصوت مسموع: اعتقد أننا سوف نعاقب الجميع وقد يبقى السرفيس واقفا لساعات.
عاد وهو يهرول يحمل هويتي نحو غرفة التفييش. واستلمني الركاب واحدا تلو الاخر.
كيف اقترفت هذا الذنب؟
الا تدرين عاقبته؟
سوف نعاقب جميعا؟
هويات الركاب موجودة مع عناصر الحاجز ولا يستطيع اي واحد مغادرة السرفيس قبل استلام هويته.
هذا تأخر عن موعد ، واخر عصب وأخذ يصرخ.
فعلا حسيت إني جاية جديد على البلد و نسيانة اهم القواعد الأمرة ؟
لا ادري أاحزن ام اضحك وانا منذ فترة أشهر لم اقف على حاجز تفييش حتى أثناء السفر من دمشق يتم التفييش في كراجات البولمان وفي الطريق يتم استثناء النساء .
طبعا الشوفير في غرفة التفييش والركاب واضح التوتر والخوف على وجوههم وأنا فعلا كأني جاية جديدة على البلد قلت لهم إذا نزلت شرحت الموقف يمكن ينحل؟
أحد الركاب أجاب أقرب إلى الهزل: روحي جربي. نزلت وصلت إلى باب الغرفة لفت انتباهي وقوف السائق مطاطئ الرأس وكأنه في وضع تنفيذ عقوبة أمام العناصر.
يبدو واضحا ان السائق تحول في هذه الظروف إلى أحد رجال الضابطة العدلية ومن واجبه تفقد من يركب معه وتحميله مسؤولية قد تصل لاتهامه بالتقصير والتواطؤ.
عندما دخلت مستغربة مايجري وجه لي العنصر وهو يبتسم سؤالا: وجهك ولا ضوء القمر؟
مارديت. رجع أعاد السؤال وطلب الإجابة.
مارديت.
المهم قلي: ما بتعرفي بالقوانين؟
قلت له: إني محامية وأخرجت بطاقتي.
عندما أجبته إني المراة الوحيدة وظننت ان الهوية من أجل الخدمة الإلزامية.
أجابني: إلا تؤمنين بالمساواة ؟
المهم قال كان ناوي ارسالي انا والشوفير على التحقيق وعمل معنا شي منيح ومشانا ورجع سلم هويات الركاب وسلمني هويتي وحسيت إني تسببت بعقوبة جماعية للركاب و الشوفير دون قصد ومرت على خير واعتذرت من الركاب والسائق لأني فعلا شعرت بخوفن وبالهم الذي ركبهم من ان نعاقب جميعا لساعات بسبب خطأ لم يرتكبه أحد .
او بسبب خطأ ارتكبه أحد دون قصد ما هو ذنب البقية .
انها أحد وسائل قمع وترهيب المواطنين .
————
من صفحتها على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى