سفاحو الأمل / عماد ابراهيم
عمل تطوعي سهل … مرن , لا يتقيّد بدوام عمل أو الاستيقاظ باكرا يمكن ممارسته إلى جانب مهنتك الأساسية , من الممكن أن تكون كاتباً سفاحا للأمل , أو رساماً أو ممثلاً سفاحاً للأمل , أو حداد أو نجار أو موظفاً …
لا يحتاج إلى التسلح بالذكاء أو العقلو لا حتى بالسلاح أمامه تستسلم كل القدرات البشرية و مقاومته ليست سوى مغامرة تنتهي عادة بكارثة و في مواجهته تفقد الحياة جوهرها و معناها .
فسفح الأمل قد يشعرك بالراحة و قد يشعرك التسبب في أذى ومعاناة الآخرين شعوراً بالفخر و الاعتزاز و قد تكون مقرونة بمكافأة مالية أو معنوية .
سلوك سفاح الأمل ليس سلوك مادي أدواته السلاح أو المال أو القوة العضلية فحسب بل هو سلوك مُتعلم لم يولد به الإنسان , وهو نتاج ذهنية لا تعطي القوانين والأنظمة العامة أي احترام بل مجرد سلوك عدواني و دموي و تسلطي .
نمط يتصف بالخداع والاندفاع بدون اعتبار لسلامته أو سلامة الآخرين
نمط ينجح غالباً في تعطيل انتاج الكلام و تعطيل العمل و القوانين التي تربط العمل بالدخل .
نمط يتصف بالحاجة لممارسة السلطة و السيطرة والاخضاع بالرغم من أنّ مظهرهم يبدو هادئاً لكنّ نظرة سريعة و دقيقة لهم يُظهر وجود توتر و قلق و كراهية و سرعة غضب.
لا نستطيع أن نصنفهم ضمن المرضى النفسيين التقليديين و لا نعتبرهم مثل الأسوياء بل بين بين مع ميل للانحراف و الآذى … أدوات عنف بلا عقل تفشّت في المجتمعات و أصبحت أحد المخاوف في الشوارع بصورة علنية تشكل خطراً كبيراً على المجتمع… أدوات عنف غير متزنة .. غير سوية .. تكره القانون و تعمل بنهج مبرمج على النهب و القتل بدون أي شعور بالذنب أو تأنيب الضمير و الأسوء من كل هذا .. الشعور بالاعتزاز و الفخر بأنّه قاتل أو سارق أو مغتصب
لم يعودوا كتلة واحدة و تحت قيادة واضحة أصبحوا كأمراء حرب يستفيدون من الانفلات الأمني و الانفلات الإعلامي و من دومات الصراع و متاهاته .
توسّع مفهوم سفاحو الأمل من حقلها الدلالي الضيق إلى حقلها الدلالي الأوسع وباتت مفهوم كامل… مفهوم يغتال احلام و آمال شعوب… شعوب قرفت هذه الغوغائية و سياسات التّخوين من أشخاص عبيد لآسيادهم دون الشعور بالعبوديةِ بل تارة عبوديتهم تمنحهم شعور السّيد بل و تارةً أخرى يتفوقون على السّيد الذي لا يشعر بامتعاض أو غيرة بالعكس قد يشعر بالسعادة والفخر كعلاقة الأباء بأبنائهم ربما.
سفاح الأمل كائن مستقل بحد ذاته…فصيل منفرد من الأحياء.
ثمّة انسان و حيوان و جماد و نبات…وسفاح امل
لا ينتج ثروات بل يستولي … لا يحلم بل يسرق الأحلام
ينافس سيده في البطش والقدرة على الإخضاع مع غطرسة و كبرياء لا يجاهد لإخفائها أمام كبير و صغير.
نجد في حياتنا عدة أصناف منهم فهناك سفاح أمل سلعة… خادم يؤدي وظيفة مأجورة انتمائه للمال فقط لا يشعر بحقد اتجاه الخصم بل مجرد مهمة يقوم بها ويتلقى أجره عليها , و هناك نوع آخر انتهازي…رأسمالي يتحكم في قرارات السوق البيع و الشراء و أمور العرض و الطلب و أسوأ أنواعهم الذين جمعوا ثرواتهم عن طريق المؤسسة العسكرية…سبب إنتمائهم المصلحة المشتركة مع أسيادهم ومن الممكن أن يدعموا أسيادهم لخوفهم على ثرواتهم
غالباً ما تتميز هذه الطبقة بالأنانية الخائفة على أملاكها والقدرة على تحطيم القيم الانسانية و الأخلاقية.
أما أخطر أنواعهم و أدناهم منزلة هو المثقف الذي يوظف ثقافته و معرفته دفاعاً عن سيده و يبالغ بولائه خطاباً وممارسةً كي يرضيه , يدرك وضاعته ويعلم أنه عبد كاذب و منافق و لإنه لا يمتلك أدوات النّقد الأخلاقي فيجرّد لغته السّوقيّة ويخرج عقده النفسية التي ارتبطت بتصرفاته من وراء الجهل و الفقر و البطالة و البيئة الداعمة له فيربط المصالح العامة بمصلحته الخاصة و ينجح غالباً في تعطيل العمل و تعطيل انتاج الكلام .
كلهم يتجسدون في شخصية ابن هانئ الأندلسي في وصف الخليفة الفاطمي المعز لدين الله :
ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
و كأنما أنت النبي محمد و كأنما آنصارك الأنصار