بلادنا الجديدة / زكريا تامر 2013

استولى على بلادنا القاتل واللص، وتحالفا تحالفاً اغتال الحرية والكرامة في كل مجال، ونشر الجوع والخراب والقنوط والخنوع والذل والخوف. حتى أن الحامل تلوذ بالصمت خشية أن ينضم جنينها إلى الواشين بها، وكل من يموت شاباً يُحسد ويُقال عليه إنه محظوظ، وكل أسرة غير شاذة لها أبناء مبعثرون في المهاجر وأبناء في السجون والمعتقلات وأبناء في المقابر، وباتت الأرض هي التي تئن نيابةً عن الناس الذين لا يجسرون على الأنين، وشاع بين الذين وفقوا في الفرار من بلادهم إيمانٌ بأن الوطن ليس هو المكان الذي ولدوا فيه بل هو المكان الذي يحظون فيه بالاحترام كمخلوقات بشرية.