مشروع دولة

بقردوني يروج لنظام طائفي في لبنان وسوريا والعراق ! / خالد قنوت

السياسي المحنك اللبناني من أصول أرمنية الاستاذ كريم بقرادوني الكتائبي و أبرز المؤثرين داخله ضمن ما يسمى التيار العروبي , ثم القواتي تحت قيادة بشير الجميل, ثم الوزير في حكومة الحريري, صاحب كتاب السلام المفقود الذي قال أن حافظ الأسد “يحكم بيد من حديد بقفاز مخملي” و أن الأسد كان يخصص وقتاً من لقاءاته باللبنانيين, ليتقصى منهم آخر الدعابات و الطرائف التي كانوا يطلقونها على السوريين, و خصوصاً على عناصر الجيش السوري (الأسدي) التي كانت تحتل لبنان و أنه كان يضحك طويلاً لتلك الطرائف و الدعابات…
كانت له طلة البارحة على قناة (أو تي في) العونية-الباصيلية, تحدث عن المتغيرات الكبيرة في الاشهر التسعة القادمة بالسياسات الدولية و الامريكية تحديداً و التي وصلت أخيراً إلى قناعة بأن نظام الحكم الطائفي في لبنان هو الأفضل و الأنجح لكل دول الشرق مثل سورية و العراق بالأخص بعد فشل الادارات الامريكية المتلاحقة في اسقاط بشار الأسد.
بغض النظر عن حالة الغثيان التي يشعر بها المرء من هذا التصريح السياسي العظيم من سياسي لبناني مخضرم يتنقل حسب مصالحه الشخصية من مركب إلى مركب دون اكتراث لقيم انسانية أو أخلاقية فقد منها الكثيرين من السياسيين و الاعلاميين اللبنانيين خاصة بعد سنين من حكم النظام الأسدي للبنان بالحديد و بالنار و التعفيش و الخيانات و المؤامرات.
أعتقد, أن حالة الفصام التي يعيشها الكثير من السياسيين في لبنان و سورية و العراق و بعض الدول العربية ممن امتهنوا التسلق و التقاط المكاسب و حتى منهم من يتوقف حدود تفكيره عند الاتحاد السوفيتي و الصراع الطبقي و الامبريالية العالمية, يقعون اليوم في مصيدة الحلول التي لا تحاكي طموحات و آمال شعوب الشرق التي انتفضت على انظمتها المستبدة الدموية قبل عشر سنوات و ما زالت طلباً لبناء دولهم على اسس المواطنة و العدالة و الحرية وصولاً إلى الديمقراطية.
النظام الطائفي اللبناني يا استاذ بقرادوني هو اساس الدولة الفاشلة و هو استدامة للحرب الأهلية اللبنانية الخامدة تحت الرماد و هو تشريع لتسلط مافيات السلطة و النهب للمال العام دون روادع و تحت أعين القضاء المسيس.
النظام الاستبدادي العسكري الأمني (الطائفي) في سورية هو عنوان الدولة الفاشلة التي دمرت سورية و اطاحت بشعبها و حولته للمجاعة و التهجير و لخمس احتلالات من دول عظمى و أقليمية.
النظام العراقي الطائفي المرتهن للارادة الامرو-ايرانية, نظام ميليشيات قتل دموية و مافيات نهب ثروات العراق الهائلة و الذي جعل العراقيين يتندرون على أيام الاستبداد الصدامي. الشعب العراقي الذي كان رائداً في العلم و الثقافة و الابداع تحول بفضل نظامه الطائفي إلى مجموعات و فصائل يحكمها التعصب و الخرافة و اللطم و الجهل.
أعتقد, من واجب كل حر و كل من يحمل هم و قضية تحرر شعوب منطقتنا أن يشير إلى خطر تلك الطروحات الخبيثة على مستقبل أوطاننا, فأي نظام محاصصات طائفي أو أثني أو ديني هو استدامة لمفهوم الدولة الفاشلة و تأسيس لقيام نظم العبودية و النهب و الجهل و الخرافة و لصراعات دموية لا نهاية لها.
ثورات الربيع العربي التي سحقت بجيوش الاستبداد السلطوية و بالتدخلات الاجنبية و بضعف المعارضات و ارتهان بعضها و بقصر نظر الاسلام السياسي المستبد بالجوهر.., نشرت بذور قيم الحرية و المواطنة و التحرر و ستضرب جذورها في الأرض و ستظهر يوماً و تثمر حيث لا طاقة لقوى الاستبداد و الظلام على قهرها مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى