العقل العربي ومشكلة الإدمان المريعة-اعترافات مدمن سابق / أشرف المقداد
تعريف الإدمان البسيط: عندما تدمن على العيش في عالم خيالي يشعرك بسعادة ويوفيريا غير واقعية تنسيك مؤقتا وضعك المؤلم او الممل أو احلامك الضائعة وتوقعاتك الغير موفقةوالواقعية ويتسبب ذالك بتغيير التوازن الكيميائي في دماغك بتناول عدد لاينتهي من المخدرات. الكحول. وحتى بعض الأطعمة
ولايعالج الإدمان الا بالصدمة القاسية وقطع هذه المخدرات الكامل والكلي
والفوري ويعالج المدمن بعد الإنقطاع وفترة طويلة من المعانة من “الإنسحاب” بعلاج نفسي والحفر عميقا بأسباب الإدمان الحقيقية وموجهتها المؤلمة بمساعدة مراكز مختصة وأطباء مختصين(طبعا هذا في دول نظامها الصحي والإجتماعي واقعي وشجاع يعترف اولا بوجود هذه كمشكلة اجتماعية ويوجد الميزانيات للتدخل وإنقاذ المدمنين من حياة مؤلمة وقصيرة
عادة وتورط حتمي في الإجرام والرذيلة.
أنا أشرف المقداد مدمن سابق على الكحول وصلت الأمور منذ 14 سنة ماضية لأبدأ الشراب صباحا ولا أنتهي الا بسقوطي مغشيا عليه بعد منتصف الليل
استمر ادماني لعدة سنوات حتى وصلت لعقر البرميل وخسرت فوق كل شيء اي احترام لنفسي واحترام من حولي كأولادي وزوجتي السابقة
وطبعا كنت واعيا لوضعي المزري ولكن لايوجد لدي العزيمة او الإرادة لمواجهة الحياة بدون الكحول
طبعا افقت على نفسي في يوم كنت في ضيافة البوليس بسبب حادث دمرت فيه سيارتي وسيارات متوقفة على جانبي الطريق
طبعا شفق القاضي على وضعي وأمرني أن ادخل مصح لمعالجة الإدمان تحت جكم اعطاني خيار المعالجة أو الحبس.
وامضيت ثلاثة أشهر في المصح ثم ستة أشهر في بيت تحت الإشراف ولم اعد لبيتي الا بعد 9 أشهر كاملة ولكن نظيفا ولكن سأقضي كل حياتي مدمنا مع وقف التنفيذ ولايمكن أن اقرب اي نوع من الإدمانات مهما كان نوعها (حتى الشوكلاتة).
عملت جاهدا لسنين لأجني ثقة ومحبة اولادي مرة ثانية وخسرت زوجتي التي خططت الحياة معها كل حياتي ولكن لاحول ولاقوة
وفي السنين الاربعة عشر الماضية عشت اجمل حياتي واكثرها ثمرا وجمالا وهاأنا متزوج للمرة الثانية ولدي طفل في الثالثة من العمر وولدي الأكبرين دكتور ومحاسب ولديهم اجمل المستقبل وأبرقه
صحيح كانت رحلة الشفاء قاسية ومؤلمة ولكن كل الم ومعناة لاتقارن أمام السعادة التي أنا اعيش بها ابدا الأن.
جزء لايتجزأ من رحلة المدمن المعافى أن يساعد المدمنين الغير معافيين
وأن اقوم بواجبي لاوبل حاولت انشاء محموعة في دبي عندما عشت هناك عند بداية الثورة ولكن يفضل المجتمع الإماراتي معالجة ابنائه المدمنين “برا البلد” فهي مشكلة موجودة وبشكل كبير ولكن تظل عيبا وتكنس تحت السجادة وما وفاة ابن شيخ دبي الأكبر بالإدمان الا ننيجة لذالك
ولكن مالفت نظري هو الإدمان الأكبر والأخطر والأعم في بلادنا
وهو إدماننا على الاساطير والخرافات……وكأي إدمان أخر نشعر شعورا جميلا بالفوقية والسعادة بهذه الخرافات وطبعا بالإكتفاء
وطبعا نقاوم وبشكل عنيف أن نفيق من هذه الحالة لاوبل نقلب عدوانيين لأاي شخص يحاول أن يناقش وبهدوء هذه الخرافات والأساطير
اعطيكم مثلا بسيطا
في الغرب الجميع يريد أن ينمي خيال أطفاله وتبدأ ب بابا نويل(بابا الكرسمس) ويصدق الأطفال هذه الخرافة وينتطروا بابا نويل يوم الميلاد لاوبل يضعون كأسا من الحليب والبسكوت له ليأكل عندما يأتي الى بيتهم ويترك الهدايا لهم
طبعا هذا جميل وكيوت ورائع
طبعا المشكلة اذا ظل طفلك يؤمن بحكاية بابا نويل بعد عمر الثامنة من العمر وهنا يلجأ الأهل لأطباء نفسيين ليعرفوا لماذا طفلهم مايزال يؤمن بهذه الخرافة وأسباب ذالك
تعريف الخرافة” اي شيء غير حقيقي ولايمكن اثباته بالعلم او بالمنطق
وهنا تكمن مشكلتي مع العقل العربي والذي مازال متمسكا بخرافات عافها الزمن وتاريخ مزور وقصص خرافية وأساطير توقف العالم كله عن حتى مناقشتها دعك من الإيمان بها
ومن هنا تكمن رغبتي بالكتابة وفضح الخرافات وهذا واجبي كمدمن سابق