مشروع دولة

قوانين الأحـوال الشـخصية في سوريا/ القاضي حسين حمادة

تعتبـر قوانين الأحـوال الشـخصية أكثـر القوانين مساسـاً بـ حيـاة الإنسـان السـوري، فهـي تنص على العلاقة الأسـرية اعتبـاراً مـن نشـأة الفرد إلـى مـا بعـد مماتـه، وتسـتقي أحكامهـا مـن الشرائع الدينيـة لاتباع الديانات والمذاهب في سـوريا …
تاريخيـاً، تستند قوانيـن الأحـوال الشـخصية إلـى القـرار رقـم 60 ل.ر. الصـادر عـن المفوض السامي عـام 1936 والمعروف «بنظـام الطوائـِف الدينيـِة» حيـث يخضع السوريون في أحوالهم الشخصية لنظـام طوائفهم الشـرعي، وفيمـا بعـد صـدرت مجموعـة مـن القوانـين التـي مصدرها ديني وطائفي تحكم الأحوال الشخصية في سـوريا،منها مايلي :
• المسلمين : يحكمهم قانون الأحوال الشخصية رقـم 59 لعام 1953 وتعديلاته ، ومصدر هذا القانون هو الشـريعة الإسلامية ومستمد من المذاهب الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي ، الحنبلي) وفي حال سكوت النص يرجع إلى المذهب الحنفي ، وقد سمّي القانـون العـام لأنـه يُطّبـق علـى المسـلمين في قضايـا الخطوبة والزواج والنفقة والطلاق والحضانة … الخ ، أمــا الإرث فيُطّبــق علــى باقــي السـوريين غيــر المســلمين باختلاف دياناتهم ومذاهبهم ، وتؤلف هذه المحاكم من قضاة يحملون إجازة بالحقوق وهم يتبعون لوزارة العدل وقرارات هذه المحاكم تخضع لطريق النقض أمام غرفة شرعية قضاتها من محكمة النقض السورية
• الموحدين الدروز: المقيمين في السويداء يخضعون لقانون أحوال شخصية خـاص بهـم وتنظر المحكمة المذهبية في قضايا الأحوال الشخصية وتطبق فتاوى شيوخ العقل ، وقرارات هذه المحاكم تخضع للطعن بطريق النقض أمام غرفة مدنية بمحكمة النقض
• الطوائف المسيحية : يخضعون الى محاكم روحية وقراراتها وقضاتها كهنة ينظرون بشؤونهم الخاص وتخضع قراراتها للطعن أمام غرفة مدنية ، وتطبق المحاكم الروحية قانون الأحوال الشخصية وأصول المحاكمات رقم 31 لعام 2006 المتعلق بالطوائف المسيحية الكاثوليكية الآتية: الطائفة المارونية – طائفة الروم الكاثوليك الملكية – الطائفة الارمنية الكاثوليكية – الطائفة السريانية الكاثوليكية – الطائفة اللاتينية – الطائفة الكلدانية.
• الروم الأرثوذكس : يطبق عليهم قانون الأحوال الشخصية رقم ( 23 ) لعام 2004 وينطبق على محاكمها ذات إجراءات المحاكم الروحية
• الأرمن الأرثوذكس : يطبق عليهم قانون الأحوال الشخصية الخاص بهم ويطبقون نفس الإجراءات لدى المحاكم الروحية
——-
عن صفحة المركز السوري للدراسات على “الفيسبوك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى