ميس كريدي: لا يوجد نفوذ إيراني في سوريا أو المساس بالسيادة السورية/ يعقوب سليمان
خلال حوار خاص مع الكاتبة والباحثة السورية، ميس كريدي، طرحت شبكة أوغاريت بوست العديد من التساؤلات حول إمكانية قدرة الدول العربية من خلال إعادة علاقاتها مع سوريا إنهاء الأزمة في البلاد, وماهي الغاية غير المعلنة من إعادة العلاقات العربية مع سوريا باستثناء إنهاء النفوذ الإيراني.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذة ميس كريدي:
– هل إعادة بعض الدول العربية علاقاتها مع الحكومة السورية سيدفع لإنهاء الأزمة في البلاد أم العكس؟
== بالتأكيد الانفتاح الدبلوماسي سيخفف من وطأة الحصار المفروض على سوريا ولكن ذلك لن يؤدي لانتهاء الأزمة بشكل كامل لأن نهاية الحرب في سوريا سيعمل على اعادة وضع خرائط جديدة للمنطقة بالكامل إلى جانب رسم وجه النظام العالمي الاقتصادي مترافقاً مع تغيير بالجغرافية، لذلك فإن هذه الخطوة تعتبر نوع من التهدئة والارتياح والتي ستساعد على التخفيف من الانهيارات الاقتصادية الحادة في المنطقة وليس في سوريا فقط والذي يتطلب بالدرجة الأولى وجود حالة من الاستقرار لانعاش الاقتصاد السوري مجدداً وبالتالي من المبكر الحديث عن نهاية الازمة السورية لان ذلك مرتبط بمتغيرات عالمية كبرى وبصراعات على مستوى دولي وإقليمي.
– هل الانفتاح العربي على سوريا سيؤدي لتخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية عليها؟
== بشكل رسمي لن تتعدى الأمور فيما يتعلق برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية على سوريا التحولات أو التسهيلات التي لها علاقة بقضايا إنسانية كون العقوبات هي جائرة وتستهدف الشعب السوري، لذلك فان التخفيف سيكون في مجال الصحة وما يرتبط بالقضايا الانسانية فقط، ولكن يمكن للانفتاح العربي الأخير على سوريا أن يسهل من طغيان هذه العقوبات ويساعد في “حلحلة” الحصار على بعض الأماكن.
– هل ستعرقل قطر ودول أخرى التطبيع العربي مع الحكومة السورية ومنع عودتها للجامعة العربية؟
== أعتقد ان قطر جزء من محور دولي تنفذ من خلاله أوامر معينة فالدوحة لا تمتلك قدرة دبلوماسية على ايقاف اعادة العلاقات العربية مع سوريا، ولكن المؤشرات تدل على أن التحركات العربية تجاه سوريا تأتي عكس ما تريده دولة قطر حيث هناك شعور عام لدى الدول العربية عموماً والخليج خصوصاً بالخطر والتهديدات التي تحيط بهم… إذ ان “الحاضن العربي” بدأ يلمس الثمن الغالي الذي دفعه مقابل تفكيك قطر لجامعة الدول العربية منذ الاجراءات التي اتخذتها ضد سوريا وما أعقبه بعد ذلك.. وأعتقد ان هناك صحوة عربية بهذا الاتجاه على الرغم من وجود تدخلات وضغوط دولية تعارض ذلك وبالتالي يجب ان يكون هناك خطوات جريئة لمصلحة المنطقة العربية.
– إنهاء النفوذ الإيراني هو الهدف المعلن لإعادة العلاقات العربية.. هل هناك أهداف أخرى؟
== إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا مقابل إعادة العلاقات العربية هو خطاب تنتهجه بعض الدول الخليجية للحفاظ على ماء وجهها أمام من انتقدهم عندما وقفوا ضد سوريا خلال السنوات الماضية لذلك لا أعتقد أنه يمكن دفع الحكومة السورية بعد قدرتها على الصمود في العشر سنوات السابقة إلى التفاوض بهذا الاتجاه فالتحالف الاستراتيجي بين سوريا وإيران أكبر من ذلك حيث تعتبر هذه التصريحات حول إنهاء النفوذ الايراني في سوريا لإعادة العلاقات العربية مع دمشق مجرد خطاب إعلامي ليس أكثر.. يضاف إلى ذلك أن العلاقات بين سوريا وإيران مبنية على الأسس والأعراف الدولية فلا يوجد نفوذ إيراني في سوريا أو المساس بالسيادة السورية وإنما هناك تعاون واتفاقيات وفقاً للأنظمة والقوانين والأعراف الدولية.
– هل يمكن أن تقوم الدول العربية التي أعادت العلاقات مع سوريا بفتح قنوات اتصال مع الإدارة الذاتية والمعارضة؟
== القنوات هذه مفتوحة سابقاً فمعظم جماعات المعارضة ممولة ومدعومة من الدول الخليجية، برأيي أن المعارضة على اختلاف مسمياتها لم يعد لها تأثير على أرض الواقع ماعدا قسد المدعومة من قبل الولايات المتحدة لذلك ليس من الضروري التفاوض معهم الأمر الذي لن يكون له تأثير بالمطلق، فمعظم هؤلاء يلعبون أدوار استخباراتية مع الدول الراعية وليس لهم أي شيء عند الحديث عن تسوية كبرى بين الدول الفاعلة في سوريا ولكن اذا استطاعوا ان يقطعوا علاقاتهم مع هذه الدول واللجوء الى الحكومة السورية ممكن ان يكون هناك اتفاق معين.
——-
عن موقع “اوغاريت بوست”