ابتزاز وتحرش في جامعة دمشق مقابل نجاح في بعض المواد/ إعداد: آرام عبدالله ـ تحرير: محمد القاضي
بعد رسوبها المتكرر في مقرر اقتصادي بإحدى كليات جامعة دمشق، قررت ألاء وهبة، وهو اسم مستعار لطالبة جامعية سنة ثالثة، الذهاب إلى مدرس المقرر ولقائه في مكتبه.
وتقول، لنورث برس “تفاجأت من صراحته الوقحة، إذ طلب مني علاقة جسدية مقابل نجاحي في المادة.”
وترك هذا الطلب أثراً نفسياً لدى “وهبة”، ورغم اعتراضها بشكل قانوني على رسوبها في تلك المادة، “لكن لا نتيجة من ذلك.”
ويلجأ العديد من دكاترة جامعة دمشق، إلى أساليب “دنيئة” منها: “طلب التحرش، والرشاوي، وأحياناً واسطات، كي ينجح الطلاب في مادتهم.”
وفي الثامن من هذا الشهر، سحبت جامعة دمشق شهادة دكتوراه، كانت كلية الزراعة منحتها لإحدى الطالبات منذ قرابة 6 سنوات، بسبب سرقة الرسالة البحثية.
وقال، دكتور في جامعة تشرين لنورث برس: “سحب الشهادة خطوة ناقصة، ما لم يترافق مع مدعيي حملة شهادات الدكتوراه، وهم لا يمتلكون حتى شهادة جامعية.”
وذكر، شرط عدم نشر اسمه، أن واقع منح شهادات الدكتوراه في الجامعات السورية، اليوم، “يعتريه العديد من السلبيات منها أن هناك الكثير من حديثي الدكترة لا يمتلكون أي لغة ثانية، لا إنكليزية ولا فرنسية.”
“تحرش”
وهبة اليوم، سنة رابعة، وهي على أبواب التخرج، وما زالت تُرسَّب في تلك المادة، “دون ذنب، سوى أن مدرسي يريد مني الجنس مقابل النجاح.”
وقالت، لنورث برس: “لست الوحيدة من بين زميلاتي ممن طُلب منهنَ ذلك، إذ أن مدرس المادة شخص مدعوم ولا يأبه لأحد.”
ويشدد، دكتور في ذات الكلية، على أن “دكتور المادة” سمعته “سيئة” في الجامعة، إضافة لأنه “غير مُلم باختصاصه، ولا يصلح أن يكون مدرساً في جامعة عريقة”، كجامعة دمشق.
ويذكر، الدكتور، الذي تحفظ على ذكر اسمه، لنورث برس أنه “حتى عميد تلك الكلية، أُقيل من منصبه منذ بضعة أشهر لذات الأسباب.”
وأضاف، أنه كمدرس لم يدخل مكتب عميد الكلية إلا مرة واحدة خلال سنتين، “لأن مكتب العميد مشغول دوماً بلقاءات مع طالبات حصراً.”
ووصف إحدى مشاهداته، إذ أن “هناك بعض الطالبات ممن يداومون في مكتب العميد، وسط أجواء تفشي شرب الدخان والقهوة، وكأنك في مقهى وليس مكتب عميد كلية.”
“رشوة”
ليس فقط الجنس كوسيلة للنجاح، إنما هناك، وسائل أخرى منها الرشوة، وهذا ما حدث مع سامر العلي، طالب في كلية العلوم السياسية بدمشق.
وقال لنورث برس: “أحد الدكاترة طلب مني مبلغاً من المال، كي أكون من الناجحين في حال رسوبي بالمادة.”
وذكر “العلي”، بأنه، دفع ذاك المبلغ المحدد من قبل الدكتور، بغض النظر عن أنه يستحق النجاح أم لا، وبرر ذلك بأن الدكتور لن يعطه علامة النجاح، إلا في حال دفع.
وفي نيسان /أبريل الماضي، شهدت كلية العلوم السياسية، رسوب جميع طلاب مقرر اللغة الفرنسية للفصل الثاني.
وفي حينها، عزت، فاتن السهوي عميد الكلية الأمر، وفق تصريحها لتلفزيون “الخبر” المحلي، إلى “تدني مستوى الطلاب، وقلة عدد المتقدمين للمادة (19طالباً) من العدد الكلي.”
وفي العاشر من آذار /مارس الماضي، بلغ عدد ضبوط الغش في الامتحانات نحو 600 ضبط في مختلف الكليات، وفق تصريح نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون الإدارية صبحي البحري لإذاعة محلية.
نسب متدنية
وتقول الطالبة نجود محمد، من كلية الحقوق بدمشق، لنورث برس إن “مقرر جزائية واحد (سنة ثالثة) صدرت علاماته على موقع الجامعة لمدة خمس دقائق بتاريخ 5/5/2021.”
وتضيف: “البعض استطاع مشاهدة علاماته ليتفاجأ بأنها علامة واحدة أو 15 أو 35 كأعلى علامة.”
وتذكر، أن نسبة النجاح 15% في المقرر، بما يخالف قانون تنظيم الجامعات الذي ينص على أن نسبة النجاح يجب ألا تقل عن 20%.
وتضيف: “المادة رفعت لرئاسة الجامعة لإعادة التصحيح، لكنها لم تصحح، وعادت لتصدر كما كانت.”
وبررت “محمد”، ما جرى بأنه عبارة عن صراع بين عمادة كلية الحقوق ورئاسة الجامعة، التي رفضت إعادة تصحيح الأوراق الامتحانية.
واليوم، “الموضوع لم يحسم”، بحسب مصدر رسمي من كلية الحقوق.
وقال المصدر لنورث برس: “سعت عمادة الكلية لإنشاء مجلس اعتراض خاص بمادة الجزائية.”
ووعدت العمادة، كل من يقدم بأنه “سيستفيد عبر إعادة تصحيح ورقته بشكل مخالف لطلبات الاعتراض العادية التي تكون عبارة عن جمع العلامات فقط وليس تصحيح المادة ثانيةً.”
———
/ عن موقع “نورث برس”