الفساد… فيدرالي او رئاسي… مرتبة ١٥٩ !! / سمير صادق
لمجرد التلفظ بكلمة “فيدرالية” كنظام لادارة سوريا , ينتفض البعض من مؤيدي الأسدية ومعارضيها لمعارضة الفكرة الفيدرالية , التي يمكنها ان تنقص من ضراوة آلة الهيمنة الرئاسية الأسدية ,وقد تحدد بعض الشيئ من صلاحيات الديكتاتورية القرداحية , لايريدونها فيدرالية وانما كما هي الآن قرداحية بامتياز , يقولون على أن الفيدرالية صناعة أجنبية , لايستطيع التمتع باستهلاكها الا من أوجدها , ثم ان الفيدرالية لاتناسب طبائع الشعب السوري , لاتختلف معارضة الأصولية الدينية لفكرة الفيدرالية عن معارضة القرداحية لها … وللعديد من الأسباب ,تحصيل حاصل يعني كل ذلك أن القرداحية أو الدولة الدينية هي النظام الذي يناسب طبائع الشعب السوري ,عن ماهية هذه الطبائع يقال القليل , وكيف تناسبت الأصولية القرداحية أو الاصولية الدينية مع الطبائع السورية يقال أقل .
هناك صعوبات في فهم كل ذلك , فسبب الانفجار الساخن الذي وقع قبل حوالي عقد من الزمن كان القرداحية ونظامها السياسي الاجتماعي الاقتصادي , وسبب التردي المزمن كان الحاكم الذي حمل راية القومية العربية بيد وراية الدين باليد الأخرى , الاستمرار بحاكم قرداحي أو اصولي ديني , يجعل استمرار التردي أمرا حتميا , لا تختلف الأصولية المذهبية عن الأصولية القرداحية قيد شعرة , لذلك فان التفكير بشكل حكم او بالأحرى حاكم آخر هو امر منطقي وضروري .
هنا يجب التأكيد على انه لاوجود لعلاقة سببية مبدئية بين مرض التردي السوري , المتمثل بالفشل والانهيار والاندثار , وبين شكل حكم او شكل ادارة من الادارات المعروفة عالميا,مثل نظام حكم برلماني أو رئاسي أو فيدرالي … الخ , بل مع شكل الحاكم الفاسد المفسد والفاشل , الذي رفع ويرفع من ضراوة ديكتاتوريته بقدر يتناسب طردا مع فشله , لاتكمن المشكلة في شكل الحكم ,ففي أوروبا دولا نظامها رئاسي وهي احادية كفرنسا الى جانب دول فيدرالية ونظامها برلماني كألمانيا وهناك الملكيات ..الخ ,والكل يتواجد في نظام الاتحاد الأوروبي الكونفيدرالي, من غير الممكن القول على أن النظام الفرنسي الأحادي أفضل من الفيدرالي الألماني, أو النظام الأوروبي أفضل من النظام الأسباني الفيدرالي الملكي , لافرق بين فاعلية كل هذه الأنظمة المختلفة , لطالما هناك ديموقراطية وشفافية ونظافة , لذا فليبقى النظام السوري رئاسيا أو يتحول الى برلمانيا أو يصبح فيدراليا ..كل ذلك لايخلق مشكلة ولا يحل مشكلة .
الفرق بين سوريا وحكمها أو حاكمها وبين بقية دول العالم,باستثناء كوريا الشمالية,يكمن في شكل الحاكم بالدرجة الأولى , مع الاعتراف بوجود فروق بما يخص الوعي بين الشعوب المختلفة , الحكم والحاكم في سوريا ديكتاتوري ارهابي , ولم يفشل لأنه رئاسي ,
لكي تتناسب طبيعة الانسان السوري مع القرداحية , أجرت عليها عملية حيونة مستمرة منذ نصف قرن , تحيون البعض هنا وهناك , ومن تحيون تعلم وتمرن على الانصياع الى الضباع , وأصبح من الزبانية , خيارات من رفض التحيون محدودة جدا , اما الهروب أو الذهاب الى السجن أو التزام الصمت المطلق سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , الصمت وعدم المقدرة على ممارسة غريزة الكلام يمثل انقراضا جزئيا لأنسنة الانسان السوري , الذي عليه ممارسة الحياة كحيوان لابل اسوء .
انهكت البلاد بالقتل والتدمير وانتهكت بالاذلال والتعسف والفساد , كل ذلك لايعود الى شكل نظام الادارة ان كان رئاسي أو فيدرالي أو غير ذلك , يقال على أن نظام هذه البلاد رئاسي ,تبعا لذلك فالفساد رئاسي ,وما هو المانع من حدوث فساد فيدرالي كالفساد الفيدرالي الروسي ,
اسمحوا لي بالتعريف بصدفة نادرة , قبل سنوات تعرفت على نشرة سنوية بخصوص الشفافية أي الفساد في مختلف دول العالم , وكما هو متوقع فقد احتلت الدول الاسكندينافية والأوربية المراكز الأولى , وأمام كل رقم كتب اسم الدولة , وقد حدث أن وجدت أمام رقم ١٥٩ اسمين الأول سوريا والثاني روسيا , أي أن الفساد الروسي هو نسخة طبق الأصل عن الفساد السوري , والعلامات التي نالتها روسيا الفيدرالية هي نفس العلاملات التي نالتها سوريا الرئاسية , دول مثل العراق وأفغانستان وصوماليا احتلت المراكز ١٦٠ وما فوق , روسيا الفيدرالية وسوريا الرئاسية من أفسد عشر دول في العالم , فشكل النظام لا يفشل دولة ولا ينقذ دولة من الفشل .
——–
/ عن موقع ” syriano.net “