حوارات وآراء

لهذه الأسباب اؤيد الدولة الاسلامية داعش ../ إحسان الفقيه

نعم .. أُناصر الدولة_الاسلامية وأدرك أنّ الرفض أكثر جدوى
من المواعظ .. وأن الذي يموت على حافة السُّور أكثرُ صدقا من الذي
يموت بين التلاميذ…
ورغم أني لا أُجيد لغة الطباشير و لا أُطيق ضجيج الصفوف
بل وأمقت بلاهة الرسوم التوضيحية في حصص العلوم
الا أني جزء من أولئك الذين اختاروا أن لن يموتوا صامتين تابعين أذلّاء
او على الأقل – أن لا يكون في مخازن قمحهم –
ضمن كراكيبهم التي سيورثونها لمن سيجيء بعدهم
– الا مكيالا واحدا فقط.. وربما (قنديل) ..
ورغم رومانسيتي بقراءة تفاصيل الوجع والحرمان والموت
وحقّ الكائنات كلّها في أن لا تنتهي (فتافيت) تحت ركام طائرات
مسخٍ يعتلي أحد عروش بلادي
(تدعمه الأمم التي اجتمعت على إذلالي) او (موتي) إن أظهرتُ رغبة
بالعودة الى عزّي وبعض مجدي .. للتتحالفَ ضدّي ذات التي أنشأت جمعيات تطالب
بحقّي بالحياة والتنفّس وحرية التعبير وحقّ التطعيم واللعب والتعلّم
تلك التي طالبت بحقّ الإنسان فيّ تتحالف لإبادتي أنا
على أرضي أنا
تحت أنقاض بيتي أنا
بدعوى حمايتي أنا .. أنا المحكوم عليّ بالموت إن قلتُ أنا..
ومحكوم عليّ بأن أحيا بلا أطراف إن نجوتُ
او بلا هويّة إن رضختُ
بلا كرامة إن خشيتُ
بلا إرادة إن بحُكم الطاغوت رضيتُ
ومسموح لي أن أتنفّس كما يحلو لي بشرط
أن لا أملك حقّ الإختيار ..!
فيا للعار ..
عاركم وحدكم يا من تبحثون عن السلامة والاستقرار الوطنيّ
والأمن في ظلّ كل هذا السقوط والذلّ والتبعية والتسليم..!!
وأكرر
موقفي من الدولة الاسلامية ليس بنزوة عاطفية
ولا فرحا بحدث عابر
ولا شماتة بخصم يكرهها
ولا نكاية بأحد من الخلق..
بل هو قناعة راسخة نابعة من إدراك وتصور شامل لواقع الأمة وحقيقة الدولة..
*قناعتي نابعة من منهج صارم في صناعة الموقف
سواء من الأشخاص او الجماعات او الدول او الأحداث..
منهج تعلمته من كتاب الله
وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام..
*تعلمنا في هذا المنهج أن ننطلق من موقف متجرد بدون مواقف مسبقة
دون تحيّز او تأثّر بإعلام المنافقين والظالمين
ودون ترديد ببغائيّ مريض لتغريدات المتربصين والحُسّاد..
ومهما حاولت أن اكون حيادية فلن أُحقّق ذلك بالجُملة
وسأذكر الأسباب في القادم من المقالات ..
*تعلمنا أن نُغلّب المعلومة على الرأي والحقيقة على المزاعم
والثابت على الإشاعة .. وندرك قدرة الأعداء على التضليل وحماسة
الظالمين لتدمير وتشويه صورة المحسود..
*تعلمنا الفرق بين ما يقدح في الدين والأمانة ولا تسامح فيه
مقابل ما لايقدح في الدين والأمانة مما لا يعدو أن يكون سوء تدبير
وعدم توفيق في الاجتهاد..
*تعلمنا أن لا نحكم على أحد إلا بما يصدر عنه من قول أو عمل أو موقف
ولا نحكم مما ينقل عنه سواء كان من عدو متربص
أو من صديق متحمس..
*تعلمنا أن لا نصنع رأينا إلا بميزان الشرع فلا يهمنا موقف الشرق والغرب
ولا الإعلام الموجه ولا مواقف الجماعات الإسلامية المائعة
ولا المتلاعبين بالدين..
*تعلمنا ان لا نحكم على أحد دون استحضار كل تفاصيل الواقع
– واقع الأمة
وواقع الأعداء
وواقع الجهة المعنية بالموقف
وظروف وملابسات كل حدث ورواية..
*تعلمنا أن نوازن بين المثالية في التطلع والآمال
والواقعية في التطبيق والممارسة
فنتطلع لتكريس أعلى مقدار من المُثل والأخلاق والقيم
وأن نقبل او نتقبّل الكثير مما لا يمكن تفاديه..
*تعلمنا أن من الحكمة -وبعد قرون من الانحطاط – أن ننهض ببطء
فلا نتوقع قفزة أخلاقية وحضارية نتجاوز فيها حواجز التاريخ قسرا
ولا بد من الأخطاء في مرحلة النهوض..
*تعلمنا أننا بشر
عُرضة للخطأ وسوء تقدير الأمور وغلبة العواطف – احيانا
وقد دلنا القرآن على فعلة آدم
وغضب موسى ورقة محمد عليه الصلاة والسلام…

*أناصر الدولة الاسلامية وناصرتُها لأني رصدتّ نشأتها
والتحديات التي واجهتها منذ بدأت وتابعتُ مراحل نموّها وتمدّدها
وأنواع خصومها وما فرّخت تلك الخصوم من كتاكيت تتكوّر في بيض الأفاعي
وطحالب تتسلّق الصخور الملساء وكائنات اخرى تعيش بين الشقوق..
*نعم رصدتّ كل ذلك
بكيت الظالمين وأشفقت على المضحوك عليهم
ولكني فرحتُ بصمود الفكرة وثبات أصحابها وتمدّد رايتهم على الأرض
و (الله أكبر) تخترق الفضاء … رغم كل تلك التحديات..
ومع أني كنت ولا زلت أحزن كلما واجهت من يفجُرون بالخصومة
وفي جيوبهم الفتوى بأنهم يفجُرون عن استحقاق
وأن غدرهم بالدولة ورجالاتها وأمثالي ماهو الا اتّباع لنهج السابقين
الذين رفضوا الخوارج وكلاب النار وحول كلّ شيخ مريدين يزيّنون له
سوء عمله بالدفاع عنه و النيل ممن ينتقده او يُشير الى انفصاماته..
*رغم كل تلك الحروب كان الإصرار حليفي وكان انحيازي للدولة
الاسلامية (النواة) في الشام والعراق يزداد يوما بعدد يوم بعد يوم
وكان اليقين فيّ يكبر كلما زاد خصوم الدولة بذاءة وظلما
ليكبُر بي عِنادي..
*تابعت كيف تحوّلت تلك الدولة إلى خطر لا على الأنظمة العربية
الحاكمة وحسب بل وعلى النظام العالمي كلّه..
وضحكت حين اجتمعت حكومات الأرض لمحاربتها
لأني أدركت أني أمام قوة عظمى تستحق التأمل طويلا
والتؤدة في الحكم والثبات في الموقف..
*رصدت ما تقول الدولة .. وما يقال فيها
وما تحكيه هي عنها وعنا وعن العدوّ المحليّ والعدوّ البعيد
وما يُحكى عنها وما تروّجه ذات مكينة إعلام مسيلمة التي وصفت
الدجاجة بالجمل والجمل بالعصفور قبل وأثناء وبعد الانقلاب العسكري
في مصر..
وجدتّ أمم الأرض مسكونة بشبح (الدولة الاسلامية)
ألفيتها قد فرضت نفسها على العالم كله فأصبحت قضيته الأولى
وأدركتُ أني أمام (كسّارة – لا كسّارة بُندق بل آلية ضخمة)
ستهدم جدار الظلم العالمي وستُقارع من بدأ اجراءات ذبحنا –مبكرا –
و بتحدٍّ صريح لهيمنة الكفر والغطرسة الغربية بخلخلة عروش المنافقين
المحليين أولا ..
*هذا التأمل دفعني لأن أجتهد في التعرّف على حقيقة هذه الدولة
ورسالتها ومنهجها وطريقتها وأساليبها ثم أدرس أسباب هذا الصمود
أمام التحالف العالمي .. لأكتشف أن تمدّدها هزيمة حقيقية لخصومها
وأنها استمدّت القوّة والعزيمة (المُضافة) من ذات من عاداها
فكانت المُعاداة من عناصر التخصيب !!
وعلى نفسها جنت أمم الأرض حين استفزّت ذلك المارد في قلوب من
كنا قد كبّرنا عليهم (أربعا) وقلنا عظّم الله أجرنا فيهم …
فسبحان من يحيي العظام وهي رميم..
*كل حقيقة أصل إليها تدفعني لحقيقة أخرى تتلوها او تليها
حتى تشكلت في ذهني صورة أحسبها كاملة جعلتني أطمئن إلى أن
المسلم الموحّد المؤمن بما جاء في القرآن المتشرّب لرسالة محمد عليه
الصلاة والسلام ليس له خيار في التعاطف مع هذه الدولة..
*نعم يجب أن أتحفظ على ممارسات هنا و إجراءات هناك
ويجب أن أعترض على مواقف تفصيلية ومن حقي أن أنتقد
وأشير الى تصرفات أو أقوال أو سياسات خاطئة
فقيادات الدولة ليسوا معصومين عن الخطأ
ولا ملائكة على الأرض
لكن هذا الإعتراض والإنتقاد ليس قدحا في كيان الدولة
ولا تهوينا من استراتيجيتها ومنهجيتها التي أبهرت الدنيا..

*قد يتوقع البعض أن الدولة أعجبتني لأنها حررت السجينات
المسلمات اللاتي تعرضّن للإغتصاب في سجون رموز الطائفية
او لأنها أنقذت ملايين السُنة من بطش الصفويين ممن كانوا يُقتلون
على الهوية ممن ثُقبت اجسادهم وتمّ التنكيل بهم أيّما تنكيل..
* ذاك أنجاز جدُّ عظيم.. ولو كان سببا في إعجابي بها ..لكفى ..
لكن الحقيقة أن الأسباب أهمّ وأكبر..

*أعجبتني الدولة في وضوح الهدف وصراحة الطرح كالشمس في رابعة النهار
**تريد تمكين دين الله في الأرض ورفع راية التوحيد وبسط سلطة الشريعة***
وحين تتردد كثير من الجماعات الاسلامية بأجوبة متفاوتة او مورابة
حول ماذا تريد فإن الدولة واضحة:
( تريد أن تتمدد كسلطة تنفذ الشرع وتفتح الفتوح كمقدمة للخلافة)
وربما من هذا المنطلق أكرر دائما كلمة:
(النواة)..
*أنا وكثير غيري من المسلمين يُطربني هذا الطرح
وأجده إنقاذا لي من التململ بسبب كثرة ما أسمع من الجماعات
الإسلامية وحتى الجهادية منها.. بلُغة تتحاشى طرح موضوع الخلافة.
وحين تخجل الجماعات الإسلامية من التمرد على نظام الدولة القُطرية
وحدود سايكس بيكو فإن الدولة الإسلامية لا تكتفي بالحديث والشعارات
في رفضه بل تزيله (عمليا) وتتمدد حقيقة
من أجل إنهائه وتوحيد المسلمين جميعا في دولة واحدة.

*ومن حقّي بعد كلّ سنوات الإذلال والغطرسة الغربية والتبعية الملكية
والأطماع الصهيونية الماسونية أن أطرب أكثر لطرح الدولة الاسلامية (النواة)
حين نتطلع لإكمال المشروع الإسلامي الأول في فتح الفتوح حتى
(لا يترك الله بيت مدَرٍ ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً
يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر).
*وأعجبتني الدولة بقوة الإنتماء والإفتخار بإستعلاء الإيمان والكبرياء بتميز
الهوية سواء بأطروحاتهم الكلامية أو بتصرفاتهم العملية.
ومنذ أن وعيتُ على الدنيا وأنا أعلم أن المسلم يُفترض به أن يكون هو العزيز
والأمة المسلمة هي الظاهرة
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
ولا أتصور مؤمنا صادق الإيمان لا ينتشي وهو يرى انتصارات الدولة وتمكين دين
الإسلام وقدرتها على هذا الصمود بعزّ ورفعة وتحدٍّ
لا يليق إلا بإستعلاء الإيمان.
*أعجبتني الدولة لأنها حققت بجدارة رغبة الإنتقام ضد الأنظمة الظالمة التي
تعتقل وتعذب وتقتل وتفرض الفساد وتهتك الأعراض وتهين الدين.
*وأعجبتني لأنها أثبتت بكفاءة أنها ندّ حقيقي لقوى الغطرسة والإستكبار
العالمي وعلى رأسها أمريكا التي تحاصر الإسلام في كل مكان.
*وأعجبتني لأنها نجحت في مواجهتها جميعا بمنافقيها وظالميها
وفسقتها ومجرميها وخونتها ولصوصها وشفت الغليل في الإنتقام للمظلومين
والشهداء والأرامل واليتامى والمُشردين في مخيمات اللجوء
ببلاد المنّ والأذى…
*وأعجبتني الدولة لأنها أتقنت المعركة بكل ميادينها
ميدانها العسكري وميدانها الإعلامي وميدانها السياسي وميدانها النفسي
وميدانها الفكري.
والقائمون على إدارة هذه المعارك يجبرونك على الإعجاب بهم سواء من ناحية
إتقان الأداء أو من ناحية الإصرار والصبر وطول النفس والمجالدة والتحدي.

*قتال كتائب الدولة ليس قتال الكر والفر..
بل (خطط مدروسة) وترتيب مقصود واستراتيجية دقيقة..
تشي ببراعة المُقاتلين وعبقريتهم التنظيمية وعقيدتهم الثابتة..
وحين نراقب كيف أن الدولة محاصرة وقد اتّحدَ عليها الجميع ومع ذلك
تتقن المعركة كل هذا الإتقان.. نؤمن أننا أمام إنجاز خرافي سواء
كان بقدرة بشرية أو بدعم رباني..
ولا يسعني ولا يسع أي مُنصف إلا أن يعجب وينبهر بمثل هذا الأداء
أمام كل هؤلاء الأعداء وخاصة صمود المجاهدين من جنود الدولة
أمام أقوى تقنية عسكرية في التاريخ..

*معركة الدولة الإعلامية والنفسية ميدان آخر يجبرك على الإعجاب
والإنبهار ولقد أقرّت بذلك وسائل الإعلام الغربية نفسها في وثائقياتها.
وقد سمعت بنفسي أحد الخبراء يقول:
(هؤلاء ليسوا مجانين متعطشين للدماء، هؤلاء يتصرفون عن قصد برسالة
نفسية محددة أتت بالنتيجة التي يريدونها).
*وأعجبتني الدولة في تماسك قيادتها أمام كل محاولات الإختراق
والتأثير المباشر وغير المباشر.
وأمام كل هذه المؤامرات العالمية والخبرة المخابراتية لدى الخصوم
تبقى الدولة متماسكة بل وتزداد قوة وصلابة.
ولقد أثبت الزمن صمود الدولة الإسلامية وصلابتها وأن كل ما كان
يقال عن الإختراق أساطير ليس لها أصل.

*كلامي هذا ليس تزكية مطلقة للدولة فعليها ما عليها مما لا أُقرّها عليه
وأسأل الله أن يهديهم ويتخلّوا عنه، لكن هذه المؤاخذات أيّا كانت فهي نقد
لتفاصيل الممارسة وليس للمنهج والسياسة العامة.
وأنا على يقين أن المنهج الصحيح يقيل العثرة تلقائيا ويصلح الخلل
ويعيد المخطيء إلى الصواب وكلّي أمل بأن يتحقق ذلك سريعا.
وكلامي هذا ليس إقرارا لما صدر عن بعض قومٍ محسوبين على الدولة من
تقليل شأن مجاهدين عظماء خدموا المشروع الجهادي
فهذا ليس خطأ صغيرا بل زلة عظيمة لا بد من التراجع عنها.
كما أنه ليس رضا عن قرارات غير موفقة تسببت في صدامات
ضارة للمشروع الجهادي.
لكنني وإن تحفّظت بقوة على مثل هذه القرارات والمواقف فلن يقلّل ذلك
من إعجابي بالدولة وقناعتي بما أثنيتُ عليها فيه
وحرصي على الدفاع عنها.
وقد أخبرني من أثق بعلمه واطلاعه ومتابعته أن المؤاخذات الموثّقة على
الدولة لن تُخرجهم من دائرة أهل السنة فضلا عن أن تقترب بهم من دائرة
الخوارج.
*أما ما ينقل عنهم أو ينسب إليهم من بيانات أو تسريبات أو تسجيلات لا تليق
بمسلم فهو إما كذب وافتراء مختلق من أصله
أو حدث قام به غيرهم ونُسب إليهم ظلما وعدوانا
أو قصة لها أصل حُرّفت تحريفا كاملا لتشويه صورتهم عن
قصد وسوء نية.
*ويبقى القليل مما ذكرته الذي لا نُقرّهم عليه لكن لا نعتبره سببا في
معاداتهم ولا تخوينهم.
أما ما يقال عن الدولة من أساطير في اتّهامها بالعمالة والتآمر مع الأعداء
فقد سبقنا الأوّلون في قولهم :
(حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له)
إن من يقبل لخاطره أن يـُبقي شيئا من هذا الإحتمال فضلا عن أن يصدقه
عليه أن يراجع عقله وينتبه لإستغراقه في الإمّعية وترديد كلام الآخرين دون
تفكير ولا نظر.
*هذه حكايتي مع الدولة الاسلامية
فمن أعجبته ففضل من الله وجزاه الله عني كل خير
ومن لم تعجبه فلعلّ الله يهديه وتتضح له الصورة
أو له الخيار بعد ذلك بين أن يشرب من سبع محيطات
أو يضرب رأسه بسور الصين العظيم
(ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى