حوارات وآراء

الثورةالجنسية ملازمة للثورة السياسية / ميرا البيطار

لاشك بوجود حالة الكبت الجنسي في المجتمعات العربية الاسلامية ؟ ,, ولما كانت هذه المجتمعات في حالة ثورة ظاهرة أو كامنة أو مسروقة , لذا يجدر السؤال عن الثورة الاجتماعية ومن ضمنها الثورة الجنسية التي عليها ملازمة الثورة السياسية في تقدمها وتأخرها..
تنتكس الثورات في مرحلة من المراحل , وانتكاس الثورة السورية, ثم القضاء على المحاولة الأولى لايمثل نهاية التاريخ , فالثورات لا تعرف سوى الطرق المتعرجة , الثورات تهدم ما هو موجود وتبني الجديد , فقد تتأخر أو تبطئ أو تتسارع الا أن النهاية بالانتصار والنجاح حتمية ,
النكسة الثورية والقضاء على المحاولة الأولى من عام ٢٠١١ لم يمر على المرأة مرور الكرام , لقد تأثرت المرأة بشكل سلبي ميال للازمان نسبيا …كثر التحجب والتنقب وتعاظم الكبت الجنسي , وكثرت المطالبة بالمزيد منه , وذلك لحماية العفة والشرف المتوضع بين الفخذين , وكل ذلك ترافق مع تكريس بقاء المرأة انسانا من الدرجة الثانية وما فوق , فالمرأة تعاني من النكسة أكثر مما يعاني الرجل منها , خاصة وان المرأة تمثل أكثر من نصف الوجه الأسري والاجتماعي , والمرأة لحد الآن مكبوتة جنسيا أكثرمن الرجل , حتى أنه لاوجود لاعتراف شعبوي بحاجتها الجنسية , عليها ان تكون منفعلة وعليها تقبل الفعل بها وحتى تجريدها من اللذه الجنسية عن طريق الختان لايصطدم بمعارضة تذكر , فهناك من يؤيد هذه الممارسة , لأن هناك من ينصاع الى الكتب والرسل والعادات والتقاليد والنقل انصياعا تاما .
في اخضاع المرأة للعبودية الجنسية وفي تحويلها الى “مكنة” جنس يركبها الرجل كيفما شاء ومتى يشاء , تستعمل وسائل عدة لاوجوب لذكرها بالتفصيل , الا أنه من المفيد ذكر وسيلة اراها مهمة , هذه الوسيلة هي ” الخصوصية” الثقافية التي تشهرها الأصولية في وجهها , وتوظيف هذه الخصوصية ماكر , اذ تحول الأصولية الذكورية جسدها الى “حامل ثقافي “, يعني ذلك اختزالها الى غشاء بكارة وحجاب ثم حاملة للعفة والطهارة ظنا منهم بأن ذلك يدغدغ مشاعرها ..حجابك يا أختي تاج على رأسي …جوهرة ودرة مكنوننة , ثم ياتي التهديد والوعيد” صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بهاالناس، ونساء كاسيات عاريات” شرفك يا أختي هو أعلى من شرفي لذا وجب ذبحك للحفاظ على شرفك الرفيع ..الخ .
لايمكن تغيير غريزة المرأة ولايمكن قتل حاجتها الجنسية , وحتى الختان المنحسر بتزايد سوف لن يغير الكثير, الجنس مهم وأساسي للرجل والمرأة , ومن المؤكد بأن الجنس من حاجات الانسان الأولية ,تحضر الانسان مكنه من التحكم النسبي في هذه الحاجات وفي تنظيمها وكيفية ارضائها , , حبس الشهوات الجنسية أو مايسمى كبتها سيقود الى انفلات الجنس من يد التحكم الانساني الواعي والمنظم والمحترم لأمور الانسان الخاصة , الذي يجب أن يوضع بيد الشخص ذكرا أم انثى , انه بالنهاية فرجها وبكارتها وجسدها ,ولا حق لأحد أن يتدخل كابتا أو موجها أو مسيطرا على أجساد الآخرين .
لقد كان من الممكن للمجتمع الذكوري قديما أن يسيطر على المرأة نظرا لتفوقه عليها في ممارسة كار التحارب وفي جمع غنائم الحرب, فالسيطرة كانت اقتصادية ,تزايد استقلال المرأة اقتصاديا سوف يهزم كل الحواجز الدينية والتلفيقات الأخلاقية والتحايلات الذكورية , وسوف يقلل من رهبة الكاسيات العاريات من جهنم , امر الجنة وجهنم مربوط بأمر التعلم الذي لايريده الشيخ اسحاق الحويني للمرأة ..انه يعرف السبب بدون شك !.
الكبت الجنسي يهدد استقرار المجتمع وتوازنه, والفرق بين الانسان والحيوان هو تمكن الأنسان من فهم واستيعاب أمر الحاجة الجنسية وكيفية ارضائها , , لامناص من تحرير الجنس من التجريم ومن احتقار المجتمع له ولمن يمارسه , ولا يجوز أن يعاقب المجتمع من يمارس حريته الجنسية بعقوبة الاعدام الاجتماعي , , لقد تحول الشرف والعفة الى هوس وعصاب متمحور حول الجنس,ولا شفاء من هذا المرض الا بالتخلص من مايسمى الخصوصية الاسلامية , المخلوق البشري هو انسان قبل أن يكون مسلم , والجنس موجود قبل الاسلام , لذا لاخصوصية اسلامية بموضوع الجنس…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى