القصة الكاملة لاختطاف فواز قطيفان / د. كمال اللبواني (*)
الطفل فواز قطيفان عمره ٨ سنوات اختطف من ابطع في حوران، درعا، منذ ثلاثة أشهر، وظهر في فيديو تعذيب، أرسله الخاطفون لابتزاز أهله، وطلبوا فدية بقيمة ١٥٠ ألف دولار، خرج أقرباؤه للإعلام وطلبوا المساعدة، فأعلنت جهات رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن الخاطفين.
وهكذا انهالت المعلومات وتم مقاطعتها والتأكد من شخوص وهوية الخاطفين، وعند فضحهم على الإعلام، وبينهم أسماء مسؤولين بالأمن العسكري وأمن الدولة ، تدخلت لونا الشبل، وقالت إن الرئيس لا يرضى وسيعمل على إعادة الطفل، وبقي ترتيب السيناريو الذي تطور بعد ملاحقة وإصرار لمسرحية هزلية، حيث بدلاً من مداهمة الخاطف الذي أعلن اسمه، تم تهربه للضاحية الجنوبية في بيروت، وتم نقل الطفل لعدة مناطق (من ابطع للمليحة للسويداء للشيخ مسكين ثم ابطع ثم السويداء ثم نوى)، رغم أن الجنوب كله مقطوع بحواجز متنوعة من كل القوى الأمنية.
وبعد أخذ ورد وتغيير مكان تسليم الفدية، أعلنت جريدة الوطن عن قرب الإفراج عنه، وبعد ذلك بربع ساعة اتصل الخاطفون وطلبوا من عم المخطوف ركوب سيارته والتحرك بتعليمات يعطوها هم، وبعد أكثر من ساعة طلب منه الترجل وتسليم المبلغ لشخص حضر لقرب سيارته، ثم أخبروه أن الطفل سيتم وضعه في صيدلية في نوى، وللمصادفة عندما ذهب الأهل وجدوا الإعلام وضباط الشرطة قد سبقوهم لهناك، وهكذا لم يسلم الطفل إلا بعد تسليم الفدية وبمسرحية تقول إن الأمن هو من يديرها، ولم يتم الإبلاغ عن اعتقال الخاطفين ولا ملاحقتهم، ولم يرد المبلغ المدفوع.
وبعد التدقيق ومقاطعة المعلومات، تم تحديد المسؤولين الأهم لإدارة عمليات الخطف في الجنوب، وهم تحت إشراف ماهر الأسد وبرقابة وشراكة حزب الله والروس،وهم: لؤي العلي، فرع الأمن العسكري بريف دمشق، نزار أبو حمرة، متطوع بالأمن ويعمل بتجارة المخدرات، صبحي عواد من لبنان، حزب الله، وقد رصدنا ٦٢ حالة اختطاف في الجنوب من قبل ذات العصابة، بينهم نساء وأطفال.
أما في دمشق، فالذي يجري ليس خطفاً بتلك الطريقة التي تقوم بها العصابات، بل الاعتقال الرسمي من الحواجز والأجهزة، والتهديد بتحويل المعتقل لمحكمة الإرهاب إذا لم يدفع الأهل رشوة للفرع، وتتم بشكل منهجي، لابتزاز الأسر ذات الحالة المادية الجيدة، فكل شاب أهله ميسورون أو يمكنهم دفع فدية يتم اتهام ابنهم بالاتصال بالشمال، وتقوم عناصر وساطة بتنسيق عملية إخراجهم مقابل فدية مالية محددة لا تقل عن ٢٠ ألف دولار، وبعد أن يفرج عن المخطوف، قد يقوم فرع آخر بتكرار اختطافه وابتزاز أهله، وهكذا قد تم رصد آلاف الحالات التي تعرض لها أبناء المدينة، خاصة من التجار والملاك.
من يشرف على عمليات الخطف وتقاسم الأرباح هم اللواء زهير الأسد، وحسام لوقا، مدير المخابرات العامة، الذي يتواصل مع لونا الشبل في القصر الجمهوري، وهي التي تدخلت لإخراج الطفل فواز، كما أسلفنا. أي إن العصابة الحاكمة التي ضيق عليها موضوع تهريب المخدرات، قد وجدت طريقة أخرى لتمويل عصابتها من اختطاف المواطنين وسلبهم آخر مدخراتهم رغم أنهم موالون لها.. وهي تدار في أعلى قمة السلطة، التي يسميها المجتمع الدولي نظاماً، ويريد إشراكها في الحل السياسي، واستمرارها في عملية بناء سوريا، التي أصبحت دولة فاشلة بامتياز محتلة مقسمة تديرها العصابات، وهذا ما يستوجب على دول الاحتلال تحمل مسؤولياتها وتطبيق اتفاقيات جنيف الأربعة ولواحقها المتعلقة بوضع المدنيين تحت الاحتلال.. فالشعب السوري مختطف من قبل عصابات أشرار برعاية المجتمع الدولي وبتدليس منه.
———–
(*) كمال اللبواني هو كاتب وسياسي سوري
/ عن موقع “ليفان نيوز”