الحجاب من الوثنية نحو الأديان السماوية/ أمجد سيجري (*)
الحجاب كلباس تعريفاً هو قطعة من القماش يتم فيها تغطية جزء من الرأس أو الوجه أو أي كائن له أهمية ما.
في البحث في تاريخ الحجاب قد نعتقد أن تاريخ الحجاب مرتبط كلياً بالدين الإسلامي لكن للأسف تلك معلومات خاطئة يتم تداولها بين الناس وتفتقر لأدنى درجات المعرفة بتاريخ هذه القطعة من اللباس.
فالحجاب له تاريخ طويل في المجتمعات اﻷوروبية واﻵسيوية واﻹفريقية لكن ممارساته البارزة كانت في الإسلام والمسيحية و اليهودية حيث ارتبط الحجاب بشكل خاص في تلك الأديان بالنساء حصراً .
اولاً : مقدمة تاريخية خارج الأديان السماوية
كان الحجاب عادة منتشرة من عادات بلاد الرافدين فقد ارتدت نساء النخبة في سوريا والعراق الحجاب كعلامة على الإحترام والمكانة العالية وإنتقل بذات المعنى إلى اﻹمبراطوريات اليونانية والفارسية فقد تم العثور على أول إشارة موثقة إلى الحجاب إلى قانون آشوري متوسط يرجع تاريخه إلى 1400 و 1100 قبل الميﻼد حيث كانت لدى الأشورين قوانين واضحة و صريحة توضح بالتفصيل شروط ارتداء النساء للحجاب والقوانين المرافقه له وتحديد من له الصلاحية في إرتدائه فقد كان يحظر على الجواري والعاهرات إرتداء النقاب ويفرض عقوبات قاسية جداً في حال تم القاء القبض عليهم وهم يرتدونه كعقوبة الجلد مثلاً و قطع الأذن وبالمقابل كان الأشوريون يفرضون لبس الحجاب على النساء الأحرار لتميزهم عن العاهرات والجواري بالتالي لم يكن الحجاب مجرد عﻼمة على الطبقة اﻷرستقراطية بل كان أيضًا ” يفرق بين النساء ” المحترمات والبغايا .
أدى تداخل بين الشرق الادنى لشعوب الهلال الخصيب والأمبراطورتين الفارسية واليونانية إلى تقارب الممارسات الثقافية فقد كان حجاب اﻷمهات منتشراً ايضاً في اليونان القديمة بين عامي 550 و 323 قبل الميﻼد فنجد العديد من التماثيل اليونانية الكلاسيكية والهلنستية تصور نساءً يونانيات تضعن غطاءً للرأس بذات المعنى الموجود في بلاد الرافدين دلالة على السلطة والمكانة العالية و لإظهار تواضعهن وعفتهن كما إعتقدوا أن الحجاب يحميهن من العين الشريرة لكن الفتيات الغير المتزوجات لم ترتدين الحجاب الإ بعد زواجهن وتحديداً حجاب الوجه لذلك جادل البعض في ان هذا الفعل يمثل سلطة الرجل على زوجته و إذا قامت الزوجة بإزالة غطاء الوجه كان يدل على خروج الزوجة عن سلطة رجلها أي خروجها من الزواج و يستشهدون بحادثة مدونة من العام 166 ق. م حيث طلق القنصل سولبيسيوس جالوس زوجته ﻷنها غادرت المنزل مكشوفة الوجه مما سمح للجميع برؤية ما ينبغي أن يراه هو فقط .
استمر الحجاب مع الإمبراطورية الرومانية ومناطق نفوذها ومنها سوريا فنجد على سبيل المثال في تدمر نجد عدداً كبيراً من المنحوتات لشخصيات تدمرية ترتدي اغطية الراس الملفوفة بطريقة معينة والتي نراها اليوم مع بعض النسوة من كبار السن يرتدونها بذات الطريقة بغض النظر عن إنتمائهم الديني .
ثانياً : الحجاب في الأديان السماوية .
تمت استعارة ممارسة النقاب من قبل النخبة في اﻹمبراطوريتين البيزنطية والفارسية من قبل الديانة اليهودية حيث كان رمزًا لﻼحترام والمكانة اﻻجتماعية العالية ويبدو في البداية أن الشعور اليهودي في التفوق كان الأصل في تشريع هذا اللباس ومن ثم تمت إضافة المفاهيم الذكورية الخاصة بالحجاب والتي كانت غير واضحة جيداً في الفترات السابقة و التي نراها في الأديان السماوية مابعد اليهودية حيث أمرت الشريعة اليهودية من خلال دراسات الكتاب المقدس المرأة بتغطية شعرها ﻷنه اعتُبر وسيلة تجلب الشرور إلى العالم لذلك وجب حجب الأنثى وعزلها عن العالم الخارجي وترسيخاً لمبدأ سيطرة الرجل على المراة وإعتبارها أحد الممتلكات الخاصة به ولا يجوز لاحد الإطلاع عليها عموماً وتكون قطعة القماش مقياساً لشرفها حتى نكون منصفين معاني الغطاء الجديدة لم تتخلى عن المعاني القديمة التي شرحناها سابقاً لكن كملتها بمفاهيم ذكورية أكبر من الذي كانت عليه بالفترات السابقة كون الديانة اليهودية ديانة ذكورية بإمتياز ترتكز على دنو مرتبة الأنثى من الرجل كونها مخلوقة من ضلعه حسب الرواية التوراتية عموماً نجد العديد من النصوص التناخية التي تبرز اهمية الحجاب في الحياة اليهودية كالنص النذكور مثلاً في إحدى القضايا في سفر العدد5 :
“اذا شك الرجل بزنا زوجته ويكشف رأس الزوجة، ويضع في يديها تقدمة التذكار التي هي تقدمة الغيرة، ويحمل الكاهن بيده ماء اللعنة المر ويستحلف الكاهن المرأة قائﻼ لها : إن كان رجل آخر لم يضاجعك، ولم تخوني زوجك، فأنت بريئة من ماء اللعنة المر هذا .”
يرد في مدراش سفر العدد 5/18 سبب كشف الكاهن شعر المرأة : ” ﻷنّ من عادة بنات إسرائيل أن تكون شعورهن مغطّاة , وبالتالي فإنّه لمّا يَكشف شعر رأسها , يقول لها : لقد فارقتِ سبيل بنات إسرائيل الﻼتي من عادتهن أن تكون رؤوسهن مغطّاة , ومشيتِ في طرق النساء الوثنيّات الﻼتي يمشين ورؤوسهن مكشوفة . ”
وفي سفر أشعيا 3 نجد دليلاً على ان الحجاب الراسي والحجاب الوجهي ” البرقع ” هو لباس الحشمة لليهوديات وان خلعه يحولهم الى اسيرات كالسبايا بلا كرامة فنقرأ :
“ويقول الرب : ﻷن بنات صهيون متغطرسات، يمشين بأعناق مشرئبة متغزﻻت بعيونهن، متخطرات في سيرهن، مجلجﻼت بخﻼخيل أقدامهن سيصيبهن الرب بالصلع، ويعري عوراتهن في ذلك اليوم ينزع الرب زينة الخﻼخيل وعصابات رؤوسهن واﻷهلة واﻷقراط واﻷساور والبراقع والعصائب والسﻼسل واﻷحزمة، وآنية الطيب والتعاويذ والخواتم وخزائم اﻷنف والثيا ب المزخرفة والعباءات والمعاطف واﻷكياس والمرايا واﻷردية الكتانية، والعصائب المزينة وأغطية الرؤوس فتحل العفونة محل الطيب، والحبل عوض الحزام، والصلع بدل الشعر المنسق، وحزام المسح في موضع الثوب الفاخر، والعار عوض الجمال ”
– في المسيحة كانت تمارس تغطية الرأس المسيحية باﻹجماع من قبل نساء الكنيسة المبكرة هذا ما شهده العديد من الكتاب طوال القرون اﻷولى للمسيحية أفضل وجهة نظرة حول الحجاب في المسيحية المبكرة هو المقطع الوارد في رسالة بولس لاهالي كرونثوس 11 حول النساء اللواتي خلعن غطاء الرأس وثار ازواجهم عليهم كيف يطلب منهم بولس أن يعيدوا غطاء الرأس ﻷن الرجل هو سلطان المرأة ورأس المرأة هو الرجل ورأس الرجل ” سلطانه ” هو الله او المسيح ….. !!!
” كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء، يشين رأسه وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها، ﻷنها والمحلوقة شيء واحد بعينه إذ المرأة، إن كانت ﻻ تتغطى، فليقص شعرها وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق، فلتتغط فإن الرجل ﻻ ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده وأما المرأة فهي مجد الرجل ﻷن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل وﻷن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها، من أجل المﻼئكة .”
ربما تأثرت فكرة الحجاب المسيحية بالعبادات الوثنية الرومانية ككاهنات فيستال كما في الصورة إحدى كاهنات فيستال المخصصات لخدمة فيستال العذراء وذلك بدﻻً من الممارسات اليهودية لكن الإرتباط العضوي اليهودي المسيحي اكثر وضوحاً .
يشهد تاريخ الكنيسة المبكر على أنه في روما و أنطاكية وأفريقيا كانت عادة ارتداء غطاء الرأس قاعدة اساسية بالنسبة للكنيسة وهذا ما يؤكده الفن المسيحي المبكر برسم النساء يرتدين غطاء الرأس على سبيل المثال كل الصور التقليدية للسيدة مريم العذراء تظهر بها محجبة .
لعدة قرون وحتى حوالي عام 1175 ، ارتدت النساء اﻷنجلو سكسونيات و النورمانديات غطاء الرأس باستثناء الفتيات غير المتزوجات الغطاء الذي كان يغطي شعرهن بالكامل وغالبًا ما كان حجابهم يصل إلى ذقنهن و لكن عندما أصبح القلنسوات ذات شعبية متزايدة أصبح هذا النوع من الحجاب أقل شيوعاً هذا يختلف اختﻼفا كبيرا من بلد إلى آخر .
على مدى قرون كانت النساء اﻷوروبيات يلبسن غطاء الوجه خلال الجنازات وخﻼل فترة ” الحداد الشديد ” .
كما استنرت العادة بتغطية الرأس في العديد من الكنائس اﻷرثوذكسية الشرقية التقليدية وفي بعض الكنائس البروتستانتية المحافظة عند الصﻼة في الكنيسة أو في المنزل .
كما راينا أن الحجاب او غطاء الراس وعزل النساء كمخلوق درجة ثانية قد ترسخ في الدينين اليهودي والمسيحي و اصبح من معالمهما قديماً وحتى اليوم عند عند المتدينين لكن مع ظهور الإسلام تبنى الإسلام ما تبناه اسلافه من الأديان التي يعتبر نفسه مكملاً لها بالرغم من أن المنطقة التي خرج منها الإسلام في الجنوب السوري وشمال شبه الجزيرة العربية كانت تستخدم الحجاب الوجهي والراسي قبل الإسلام لكنه كان أقل إنتشاراً من الشمال السوري حيث كانت إستخداماته كحماية للراس من الجو الصحراوي في المناطق البدوية أما في المناطق الحضرية فقد استمر على غرار الممارسة التي كانت متبعة من قبل اﻹغريق والرومان واﻵشوريين المرتبط بالمكانة اجتماعية عالية ولتميز الحرة عن العبدة .
اقدم نص إسلامي مبكر تم ذكر كلمة حجاب فيه كان في سورة الأحزاب 53 والذي لا نميز فيه إن كان الحديث عن حجاب الراس ام الستار الفاصل بين الغرف كون النص لا يظهر ابداً ان الحجاب هو قطعة ثياب كما أن النص واضح يخص زوجات الرسول والحكم الإسلامي الذي يحكم زوجات الرسول لايحكم غيرهم كقضية الزواج من بعد الرسول المحرم بنص قرآني فتقول الآية : ” ياأيها الذين آمنوا ﻻ تدخلوا بيوت النبى إﻻ أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا وﻻ مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله ﻻ يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله وﻻ أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ”
والآيات التي تخص تحديد اللباس لبقية المسلمات هم :
– الآية 31 من سورة النور والتي يرد، فيها الخمار والتي تقول ” وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن وﻻ يبدين زينتهن إﻻ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ” تتعامل مع قضية الخمار والخمار هو كل ما ييستر فيمكن أن تغطي المرأة به شعرها أو جسمها أو وجهها وفي كلتا الحالات الطلب واضح كيفما كان لبسه هو لتغطية منطقة النحر ” الصدر والرقبة ” ولم يذكر ابداً في نص ضرب الخمار على الراس بالتالي ليس تشريعاً ملزماً بالنسبة للمسلمة تغطية الراس انما الملزم بالنص تغطية جيوب الصدر .
– آية الجﻼبيب من سورة اﻷحزاب رقم 59 والتى تقول : ” يا أيها النبى قل ﻷزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جﻼبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فﻼ يؤذين ” وسبب نزول هذه اﻵية أن عادة النساء كن يكشفن وجوههن مثل اﻹماء ” الجواري ” عند التبرز والتبول فى الخﻼء لذلك كان بعض الرجال يتلصصون عليهم فجائت هذه الآية لتبين الفارق بين الجارية والحرة ويوجد رواية ملفتة تنسب لعمر تذكرنا بالعادات الاشورية حول ضرب عمر لكل جارية تدني جلبابها او تتخمر و تخفي وجهها اي تتشبه بالحرات ..
اذاً كيف ترسخ الحجاب كنوع من الفرايض الإسلامية بالرغم من عدم وجود نص قرآتي صريح داعم له ؟
لم يكن الحجاب إلزامياً عقب نشؤ الإمبراطورية الإسلامية في سوريا والعراق و حتى أجيال بعد وفاة الرسول محمد لكن عندما بدأت مجموعة كبيرة من علماء النصوص والقانونيين من الذكور يستخدمون سلطتهم الدينية والسياسية ﻻستعادة الهيمنة التي فقدوها في المجتمع من جهة ونظراً ﻷن اﻹسﻼم مرتبط باﻷديان التوحيدية لﻺمبراطوريات المحتلّة التي كانت قد شرعت إجتهادياً الحجاب فيما مضى تبعاً للاسباب التي درسناها سابقاً فقد تم اعتماد هذه الممارسة من قبل هؤلاء المشرعين بل تجاوز الامر لإعتبار البعض منهم للحجاب شرعاً إلهياً و انتشر الحجاب تدريجياً ليشمل النساء العربيات من الطبقة العليا كونهم أول من تقبله نتيجةً للمعاني النخبوية التي كان يحملها في العصور السابقة وفي النهاية أصبح واسع اﻻنتشار بين النساء المسلمات في مدن الشرق اﻷوسط وترسخ بشكل قوي حجاب المرأة المسلمة العربية في ظل الإحتلال العثماني.
وبما أن اسلوب إختراق الحجاب للمجتمع كان ضمن النمط المدني كانت النساء في المناطق الريفية أبطأ بكثير في تبني الحجاب ﻷن المﻼبس تتداخل مع عملهن في الحقول حيث كان إرتداء الحجاب كان غير عملي بالنسبة لهؤلاء النساء العامﻼت .
بحلول القرن التاسع عشر كانت النساء المسلمات والمسيحيات من الطبقة العليا في مصر وسوريا يرتدين ثوبًا يشتمل على غطاء للرأس والبرقع وهذا اللباس مستمد من المفردات الدينية اليهودية القديمة والذي نراه عند طائفة الحريديم والمستوحى من العادات الاجتماعية لليهود التي يظهرها التناخ في نصوصه ودراساته.
لكن في القرن العشرين تحديداً بعد الحرب العالمية الاولى بدأ التداخل الحضاري الغربي و الشرقي والذي أثر بشكل واضح على اسلوب اللباس في المناطق الإسلامية فمنذ الخمسينيات وحتى وقت قريب كانت المﻼبس الغربية هي المهيمنة إلى حد كبير في الدول اﻹسﻼمية على سبيل المثال في باكستان وأفغانستان وإيران و مصر وسوريا والعراق حيث كانت الكثير من النساء الليبراليات يرتدين التنانير القصيرة والفساتين وكانت حياتهن طبيعية بدون حجاب حتى انه في العام 1953 م. طلب زعيم جماعة اﻹخوان المسلمين من الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنهم الجماعة يريدون فرض ارتداء الحجاب ” فكان جواب عبد الناصر “أعرف أن لديك ابنة في الكلية – وهي ﻻ ترتدي الحجاب أو أي شيء يخصه ! لماذا ﻻ تجعلها ترتدي الحجاب؟ ﻻ يمكنك فرض الحجاب على فتاة واحدة وهي إبنتك ومع ذلك تريد مني أن أذهب وأجعل عشرة مﻼيين امرأة ترتدي الحجاب؟ ”
للاسف شهد أواخر القرن العشرين إعادة إحياء الحجاب في الشرق الأوسط بشكل عام و في مصر وسوريا والعراق بشكل خاص بعد فترة طويلة من اﻻنخفاض
الذي كانت ذروته في سبعينيات القرن الماضي حيث قامت الثورة الاسلامية في ايران كثورة شعبية ضد الشاه وممارساته وسياساته التغريبية التي طالت العادات والتقاليد و الأهم السيادة الايرانية .
وبعد أن رسخت ايران ثورتها التي اخذت طابعاً ثيوقراطياً حاولت تصديرها وتصدير صحوتها الإسلامية ونشر التشيع خارج الحدود الإيرانية لكن بصراحة حتى اليوم تأثيرها دينياً غير ملحوظ أمام الفكر الوهابي السعودي والفكر الإخواني الذي اسسه حسن البنا بدعم من بريطانيا من بضخ الأموال لدعم الدعاة والداعيات بالرغم من تصادم التياران سياسياً إلا انهما تبنيا اسلوباً واحداً في تشر ما يسمى الصحوة الإسلامية حيث إعتبر هؤلاء الدعاة أنفسهم مكرسين للعقيدة الإسلامية والذين إختاروا من المؤسسات التعليمية هدفاً لهم بإعادة إحياء العادات القديمة كنوع من العودة للسلف الصالح و التي كانت في طريقها الى الإنقراض ولا ننسى المنظمة الاخطر التي كانت فيما مضى من اخطر المنظمات ولم نستشف خطرهم الا بعد ان رأينا نتايجهم بعد سنين من عملهم الشبه سري وهم جماعة القبيسيات التي أسستها منيرة القبيسي و التي بدأت في سوريا وانتشرت خارج سوريا كالخليج العربي واليمن وأوربا وأميركا وأستراليا ضمن مسميات مختلفة تبعاً للمعلمة الكبرى التي تقود جماعتهم ففي لبنان مثلاً برزت السحريات تبعاً لسحر حلبي وبالطباعيات في اﻷردن وذلك نسبة إلى فادية الطباع
حيث قامت هذه الجماعة بإستهداف وغسل، دماغ الألاف من الفتيات ممن شكلن امهات المستقبل اللواتي خرجنّ ويخرجنّ اجيلاً من الدعاة وعندما ظهرت النتائج للاسف تنبهنا وبدأنا الكتابة عن خطرهم لكن “مافي حدا لا تندهي مافي حدا ” قد فات الأوان.
———
(*) أمجد سيجاري هو كاتب سوري و باحث في الأسطورة والأديان