الوطن

بابنيان السوري القانوني الأول في العالم.. لم يكن فاتحا/ د. جوزيف زيتون (*)

توطئة لابد منها
نقول لكل سوري يعتز بجنسيته ويحب وطنه
هل سمعت بهذا المشرع القانوني الاول وهو من موطنك
ونتابع بقول العديد ممن كتب عنه:
– “اذا شاءت الاقدار ومررت يوما بدار العدل في روما وصادفت تمثالاً شامخاً وعندما تتأمله فلابد من أن تصيبك قشعريرة خاصة، فذلك طبيعي لانه بكل بساطة هو سوري مثلك…
– واذا زرت مجلس النواب الأميركي، وشاهدت لوحة جدارية اسمها بابنيان مكتوب عليها مؤلِّف لاكثر من ستة وخمسين مؤلفاً في الحقوق كانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية، فلربما تصيبك إغماءة خاصة اذا كنت تعرف للمرة الاولى ان هذا العملاق هو سوري من بلدك الحبيب سورية…
– إنّه الحقوقي السوريّ الأول …بابنيان أعطى للعالم القوانين التشريعية الّتي يعُمل بها حتّى اليوم. “مؤلف لأكثر من ستّة وخمسين مؤلفاً في الحقوق كانبنيانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية.”
تأثيرالحضارة السورية في الحياة الرومانية
كان يقال ان حوران مخزن غلال روما، وان زيتون وزيت ادلب هو لتنوير قنادلها،
وان اوابد المدن المنسية السورية في محافظات حماة وادلب وحلب اليوم هي مصدر للكثير مما ماثلها في ارجاء الامبراطورية…
كذلك نقول ان أول وأهم أشكال الكنائس المعتمدة في الدولتين الرومانية والرومية بعدها، تعود الى نماذج من كنائس سورية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كانت كاتدرائية بصرى في حوران التي انهار سقفها، ومثالها كاتدرائية آجيا وصوفيا في القسطنطينية، وكذلك كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع…وكاتدرائية سرجيوس بولس في رصافة الرقة…
ان تأثير الحضارة السورية في كل مناحي الحياة الرومانية دفع الشاعر والكاتب الروماني جوفينال للاعتراف في القرن الثاني الميلادي بالقول:
” منذ زمن بعيد ونهر العاصي السوري يصب ماءه في نهر التيبر جالباً معه لغته وعاداته وعوده وقيثارته بأوتارها المائلة…”
و لعل من أهم تاثيرات الحضارة السورية في العالم خلال العصر الروماني منجزاتها في التشريع والحقوق…
مدرسة بيروت الحقوقية
فمع مطلع القرن الثالث المسيحي اصبحت بيروت مركزاً لمدرسة الحقوق الرومانية الشهيرة، والتي بقيت حتى منتصف القرن السادس المسيحي أشهر مدرسة من مدارس الولايات في روما ووريثتها القسطنطينية، ويشير الباحثون إلى أن مؤسس هذه المدرسة هو الإمبراطور سبتيم سفير او سبتيموس سيفيريوس 193 ـــ 211 م ثم تعهدها خلفاؤه السوريون من بعده، ونتيجة لريـــادة هذه المدرســـة المشرقية أطلق الإمبراطور جوستنيان على بيروت اسم أم القوانين ومرضعتها.
وطبعاً، نحن هنا لسنا أمام منجز حضاري لزمن معين وعصر معين… ولا بد أن ننظر بشكل شمولي ضمن دائرة الحقوق حيث أن مشرقنا شهد ولادة أولى الشرائع والقوانين… من لبت عشتار إلى أور نمو إلى حمورابي إلى القوانين الآشورية وصولاً إلى مدرسة بيروت للحقوق التي كانت نواة الفكر القانوني العالمي…
يقول بول كولينيت
في بيروت كان يتم إعداد الحقوق الرومانية الجديدة…وإلى جماعة من الفنيقيين السوريين هم عائلة سبتموس سفيروس ومستشاروه، لا تزال الحقوق الرومانية الجديدة مَدينة ببلوغها أوج الكمال. ففي فترة حكم السلالة السورية لعرش روما (193 ـــ 235 م) يبدو أنه تم (تطوير الشرع الروماني) ونقله من الطور الابتدائي إلى مرحلة متقدمة عبر مؤلفات الفقهاء السوريين الخمسة والذين أحاط بعضهم بالامبراطور سبتيموس سفيروس كمستشارين له مثل بابنيان وألبيان. وبالإضافة إلى هذين الفقيهين كان هناك غايوس وبولس وموديستنوس والجدير ذكره هنا هو أنهم كتبوا مؤلفاتهم الحقوقية باللاتينية وهذا ما جعل بعض المؤرخين يطلق عليهم اسم الفقهاء الرومانيين، وهذا ما انسحب على التشريع الذي وضعوه فأطلق عليه اسم التشريع الروماني…
السيرة الذاتية
إنّه ايميليوس بابنيان، الحقوقي السوريّ وشهيد العدالة التي أرسى قوانينها.
إميليوس بابينوس (بابنيان)، وُلِد في العام 142 للميلاد في “حمص العدية ام الحجارة السود” ودرس الحقوق في مدرسة الحقوق الرومانية في بيروت التي كانت تُعتبر حينها (الأُمّ المُرضِعة للحقوق)، وقد بقيت حتى منتصف القرن السادس مِن أشهر مدارس الحقوق في الإمبراطورية الرومانية…
وأصبح أستاذ القانون فيه فبلغت شهرته روما، ولقّب بأمير الفقهاء. عمل مستشاراً للامبراطور سبتيم سيفير. وعندما كان قضاة إيطاليا يجدون أنفسهم أمام حادثة غير مذكورة في قانونهم التشريعي المعتمد، يعودون إلى مؤلفات «بابنيان» كمرجع قانوني لهم، والتي عمرها 1800 سنة.
شغل عدّة مناصب هامة في عهد الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس زوج السوريّة التي حكمت روما لاحقاً جوليا دومنا… Julia Domna
وقد كان مقرّباً من هذا الإمبراطور الذي ستشاء الأقدار أن يقوم ابنه بقتله وإنهاء حياته…!
أعماله
أهمية التشريعات التي كتبها “بابينان” مع زملائه السوريين الأربعة أنها غيّرت من المفهوم القضائي السائد في روما في تلك الأيام، وحوّلته من قانون متحجّر بدائيّ إلى قانون إنساني. وهذه الإنسانية التي طغت على القوانين مستمدّة من مدرسة زينون الرواقي التي كانت مبنية على الأخلاق والحكمة، لا على مبدأ الانتقام. وهذه هي نقطة التحوّل القانونية في التاريخ الإنساني، أي البتّ في الجريمة ليس من منطلق الانتقام إنما من منطلق العدالة والإصلاح، إذ نشأ ما يسمّى اليوم المدّعي والمحامي والحق العام.
لكن قبل أن يغيّب الموت هذا الحقوقي الفذ والأول قدّم للعالم تشريعات صاغت لاحقاً قوانينهم، حيث كان ضمن “الفقهاء السوريّين الخمسة” اللّذين صاغت تشريعاتهم 80% بالمائة من مدونات الأمبراطور جوستنيان في القانون الروماني والّتي تتألف من خمسين كتاباً، مؤلف من 2462 فقرة قانونية وهي تُعد المصدر الرئيس الّذي استمدت منه الدّول الأوربّية الحديثة قوانينها وهو مصدرالقانون الفرنسي ( ومنه المصري واللبناني والسوري…) وقوانين إسبانيا وألمانيا و إيطاليا
تلك القوانين التي صاغها الحقوقيّون السوريّون ومن بينهم “بابنيان” ساهمت في تخليص التشريع الروماني من فظاظته وقسوته، بعد أن أسبغوا عليه روحهم المشرقيّة على مجمل ما شرّعوا…
والجدير ذكره أنّ “بابنيان” وغيره من المشرّعين السوريّين في ذلك الزمان صاغوا قوانينهم ومؤلّفاتهم القانونية باللغة اللاتينية، الأمر الذي جعلهم يُصنّفون تاريخياً تحت اسم: “الفُقهاء الرومانيين”، الاسم انسحب كذلك على القوانين التي وضعوها، ليطلق اسم “التشريع الروماني” على مجموعة القوانين التي ساهم السوريون بنسبة كبيرة في صوغ محتواها، لكن التاريخ حفظ الجميل لأولئك كسوريّين، إذ قال المؤرّخون في ذلك: “في القرن الثالث الميلادي كانت سورية تعكس على العالم تقاليدها الحقوقية التي تعدّ مصدر الحقوق.”
ودرّس بابنيان مؤلفه “الأسئلة والأجوبة” في مدارس الحقوق الرومانية واولها مدرسة القانون النموذجية في بيروت.
من الأحداث التي تؤكد انسانية علمنا بابنيان، وتصالحه مع نفسه وأصالته، انه بعد مقتل جيتا على يد كركلا أخيه، غضب الرأي العام ومجلس الشيوخ على كركلا القاتل من أجل العرش، فما كان من الإمبراطور القاتل /كركلا/ الا أن يطلب من بابنيان الفقيه أن يوجد له مخرجاً وتبرئته من فعلته بقتله أخيه، غير أن بابنيان رفض وقال لكركلا: إن ارتكاب جريمة القتل أيسر من تبرئة المجرم منها، واتهام البريء القتيل بعد مقتله هو قتل آخر وجرم ثان…”
وهذا الموقف أدى إلى أن يدفع بابنيان حياته ثمناً له، بأمر من كركلا. علماً أن الأخير تتلمذ في يفاعته على يد بابنيان…!
والجدير ذكره في هذا المجال أن الإمبراطور الكسندروس سفيروس /آخر أباطرة السلالة السورية في روما/ (222 ـــ 235)م أحاط نفسه بالفقهاء السوريين ألبيان، موديستينوس، وبولس، وفي عهده بنيت أول كنيسة وأعاد الحجر الأسود المقدس والمقصود بها كعبة حمص إلى حمص والتي دُمرتْ لاحقاً بكل اسف، وأقام بدلاً منه ثلاثة تماثيل نصفية لزارادشت وابراهيم والمسيح.
ولتبيان أهمية ما قدمه الفقهاء السوريين للتشريع الروماني تنبغي الاشارة إلى أن الإمبراطور تيودور الثاني، أصدر مرسوماً بتاريخ 426م، عرف بقانون المرافعات حيث صنّف الفقهاء إلى صنفين وحظر على القضاة اعتماد سواهم في جميع الأحكام التي يصدرونها.
الصنف الأول ويشمل الفقهاء السوريين الخمسة
الصنف الثاني ويشمل الفقهاء الذين اعتمدهم الفقهاء السوريين الخمسة
وقد جاء في المرسوم الإمبراطوري “أنه إذا اختلف القضاة على رأي ولم يجمعوا عليه فعلى القاضي أن يأخذ برأي الأكثرية، وإذا تساوت الآراء فعليه أن يأخذ برأي الجانب الذي فيه بابنيان.”
كما أن ما يسمى بمدونات جوستنيان في القانون، استمدت موادها بشكل رئيس من مواد الفقهاء السوريين الخمسة، ومدرسة بيروت الحقوقية بحيث تشكّل نسبة ثمانين بالمئة منها.
تبين الأبحاث أن ما قدمه هؤلاء الفقهاء السوريين للتشريع الروماني يتعدى الـــ 80 % منه، وهذا ما دفع بعض الباحثين للقول: في القرن الثالث الميلادي كانت سورية تعكس على العالم تقاليدها الحقوقية التي تعد مصدر الحقوق الرومانية وأصلها
مؤلفات هؤلاء الفقهاء
الفقيه غايوس: 130 ـــ 180 ماعتبرت مؤلفاته مرجعاً يلتزم به القضاة، بنتيجة الموقف الايجابي للامبراطور فالنتين منها، وهذا ما أضفى عليها صفة رسمية وقد اعتبر المؤرخون الرومان مؤلفاته القانونية، مصدراً أساسياً لمدونات الامبراطور جوستنيان وتشمل مؤلفات غايوس على أربعة أجزاء تبحث في الأصول والأشكال وحقوق الأسرة والميراث والملكية. والجدير ذكره هنا هو أن هذه المدونات اعتمدت /لأهميتها/ كمادة تدريبية في المعاهد والجامعات الأوروبية.
والجدير ذكره في هذا المجال أن الإمبراطور اسكندر سفيروس /آخر أباطرة السلالة السورية في روما/ (222 ـــ 235)م أحاط نفسه بالفقهاء السوريين ألبيان، موديستينوس، وبولس، وفي عهده بنيت أول كنيسة وأعاد الحجر الأسود المقدس إلى حمص، وأقام بدلاً منه ثلاثة تماثيل نصفية لزارادشت وابراهيم والمسيح.
ولتبيان أهمية ما قدمه الفقهاء السوريين للتشريع الروماني تنبغي الاشارة إلى أن الإمبراطور تيودور الثاني، أصدر مرسوماً بتاريخ 426م، عرف بقانون المرافعات حيث صنّف الفقهاء إلى صنفين وحظر على القضاة اعتماد سواهم في جميع الأحكام التي يصدرونها.
ويُعتقد أن الفقهاء الخمسة كانوا رواقيين، اي من اتباع مدرسة الفلسفة الرواقية التي تبنتها الحضارة الاغريقية وهي احدى فلسفات القسم الثالث بين المدارس الفلسفية القديمة (322-100)ق.م أي بعد أرسطو وهي مذهب بدأه زينون الفينيقي وتابعه فلاسفة آخرون على ثلاث مراحل عدد منهم سوريين أخرهم الإمبراطور ماركوس أوريليوس وللمذهب آراء في النطق وما وراء الطبيعة ولكن الأخلاق هدفه الأسمى وليس للموضوعات الأخرى من قيمة إلا بقدر ما تتعلق بالأخلاق…
وهذا ما يبعث على الاعتقاد من أن روحيتهم المشرقية الرواقية ساهمت في تخليص التشريع الروماني من القسوة والفظاظة.
بابنيان اول شهيد للعدالة
كان مقتله قد تم غدراً بأمر من كاراكلا الذي تتلمذ منذ يفاعته على بابنيان،
وكانت نهايته المؤسفة…وهي جريمة كاراكلا المزدوجة التي بدأت بقتله اخيه وثناها بقتله بابنيان…
هذه النهاية نتيجة صراع كاراكلا وغيتا، من أولاد الامبراطور سبتيموس، وجوليا دومنا، الذي انتهى بمقتل غيتا على يد أخيه كاراكلا، ولأن بابنيان رفض طلب كاراكلا بالرغم من معرفته ربما بحقد كاراكلا عليه ومع ذلك لأنه رمز للعدالة ومتصالحاً مع نفسه ولايخشى في قول الحق لومة لائم…
في المقتل ان كاراكلا جاء إلى المشرّع “بابنيان” طالباً منه صوغ رسالة يتلمّس فيها الأعذار لفعلته التي ارتكبها ويجد فيها مخرجاً لما قام به أمام مجلس الشيوخ، الأمر الذي رفضه “بابنيان” في تلك الأزمنة، فوقف رجل العدالة رافضاً طلب الامبراطور كاراكلا قائلاً جملته الشهيرة التي ترن في أروقة المحاكم حتى يومنا هذا:
” إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل.”
فما كان من الامبراطور إلّا أن أمر بقتله لتنتهي حياته دفاعاً عن العدالة التي لم يكتفِ بسنّ القوانين اللازمة لها، إنما آمن بها وعمل بمقتضياتها حتى الأيام الأخيرة في حياته، وقدم حياته ثمنا للدفاع عنها وعن ثوابته.
يقول المؤرّخ “جيبّون” في مقتل “بابنيان”:
” لقد كان إعدام بابنيان محزناً بوصفه كارثة عامة.”
خاتمة القول
بسبب من ان تسليط الضوء كان خجولا وبشكل مقصود على اعلام سورية في معظم المراحل وخاصة ماقبل دخول الاسلام اليها وكأن التاريخ السوري هو منذ فتح دمشق عام 633م. لذا فان الجهالة تضرب بابنيان وابولودور وفيليب العربي وامثالهم ومن سبقهم والذين اثروا الحضارة السورية واشعوا منها شعاعات انارت العالم…
واسأل وانا قانوني:”هل عرفنا تلاميذ كليات الحقوق في الجامعات السورية ان بابنيان الحمصي هو مصد التشريع الروماني الذي درسناه في تاريخ القانون الذي هو مصدر للتشريع السوري عبر التشريع الفرنسي. لم يحصل الا عرضاً ومن باب رفع العتب ليس الا في دراستنا للحقوق الرومانية وقبلها تشريع حمورابي… والاضاءة بسيطاً على مدرسة بيروت الحقوقية، ولا اعلم سبباً لهذا العقوق بحق ابناء الوطن الأفذاذ.
لم نحن مقصرون مع هؤلاء الأفذاذ بعكس ايطاليا وحتى اميركا في تسليط الضوء عليهم عبر اقامة التماثيل لهم وتسمية القاعات الجامعية وفق اختصاصاتهم بأسمائهم…
العالم كله يفتخر بهم وبأصلهم السوري ونحن نفضل عنهم في التسميات الكثير ممن يعتبرهم فطاحلة التأريخ لدينا وهم في واقع الامر قتلة، واذاقوا الشعوب مرارة الدم وهتك الاعراض والدمار، وهم اساساً من بداوة الصحراء لم يقدموا الا الدم والدمارللعالم… في حين أن هؤلاء الاعلام كبابنيان وابولودور أشعلوا الدنيا بمشعل الحضارة السورية.
لهذا فإن قلّة قليلة من السوريين يعلمون أن بابنيان هو الحقوقيّ السوريّ الذي قدّم للعالم نقلة نوعية في القانون والتشريع، وتعتبر كتبه ومؤلفانه أساس الحقوق الشرعية في القرون الوسطى والعصور الحديثة، في وقتٍ يتباهى الغرب بما قدّمته سورية للبشرية. واساس قانوننا السوري من خلال القانون الروماني وابنه القانون الفرنسي وابنه القانون اللبناني والمصري والسوري…
طبعا نحن هنا لسنا كما اسلفت في موضع آخر هنا امام منجز حضاري لزمن معين وعصر معين…
ولابد في العجالة هنا ان ننظر بشكل شامل لهذا المشرع السوري ودائرة الحقوق حيث ان سورية وبلاد الرافدين ومدارس انطاكية وبيروت… شهدت اولى الشرائع والقوانين.
لعلنا نتعظ…
——–
(*) د. جوزيف زيتون ه و باحث في تاريخ سوريا والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى