لم يعد السؤال لماذا نتأخر وغيرنا يتقدم انما السؤال كيف نبقى على قيد الحياة؟../ ربا منصور ومها بيطار (*) 
هناك تجدد وتطور في الاسئلة التي على الشعوب ان تطرحها على نفسها , اذ لم يعد السؤال لماذا نتأخر وغيرنا يتقدم , انما السؤال كيف نبقى على قيد الحياة , القطعان تسأل كيف يمكنها تأمين مايكفي من الغذاء ؟ , والجواب العبقري كان نتطفل ونتسول ونسرق … انه حلال !!وانعموا بما غنتم حلالا طيبا ! , لم يعد السؤال كيف نكافح الفساد , انما كيف نحافظ عليه , اذ بدون الفساد يموت ملاين الموظفين جوعا , لم يعد السؤال كيف نعيش ؟انما كيف نموت , لم يعد السؤال كيف نتخلص من الطائفية , انما كيف نؤسس دولة الطوائف الدينية , لم يعد السؤال كيف ننقذ البلاد , انما كيف ندمر البلاد , لم يعد السؤال كيف يمكن للناس ان يعودوا الى بلادهم , انما كيف يبقى الناس في بلاد الغير لاجئين أو مهاجرين في دول ومجتمعات يرفضوها ولكن يريدون البقاء متطفلين عليها, لم يعد سؤال الشعوب والأنظمة كيف يمكن الكف عن التحارب وعن تأبين الدول , انما كيف تتحارب الشعوب وتسقط الدول واحدة تلو الأخرى ,لم يعد السؤال كيف يمكن تحقيق المساواة وكيف يمكن تحديث الدساتير والغاء العنصرية العرقية -الدينية , انما كيف يمكن تكريس الماضوية والتأخرية , لم يعد السؤال كيف نفصل الدين عن الدولة , انما كيف يمكن دمج الدين بالدولة واقامة الدولة الدينية , لم يعد السؤال عن مصدر العنف والارهاب , انما السؤال كيف يمكن تقديس النصوص الفارضة للعف والارهاب , كيف يمكن تكريس الجوع كأكبر وأعتى الارهابيين ؟ , لم يعد السؤال كيف يدار الاقتصاد , وكيف يمكن تطبيق برامج التنمية , انما كيف يمكن عرقلة برامج التنمية وكيف يمكن تخريب الاقتصاد , وهل هناك أصلا اقتصادا ليدار ؟ وهل يفهم أذكى اقتصاديي العالم كيف يتم تحديد الميزانيات ,واين ذهبت أموال الدولة ؟وهل بامكان اعرق مؤسسة اقتصادية في العالم فهم كيف تعيش هذه الشعوب وكيف تنفق وماذا تنتج ؟
لم يعد السؤال كيف يمكن زرع العلمانية في البلاد , انما كيف يمكن اقامة الخلافة ؟, ومن هو أمير المؤمنين , ومتى ستولد ولاية برلين , لم يعد السؤال كيف تعيش هذه الشعوب , انما كيف تموت الشعوب بشكل يضمن للمجاهدين أكبر عددا من الحوريات , اسئلة جديدة حول كل اوجه الحياة والموت , خاصة حول الجنة والنار وحول بقية الخرافات , لاتحلم الشعوب بمستقبل أفضل , فالأفضل هو في الماضي السيئ المنحط , في البدوية!!!! ,
العرب عرات حتى من ورقة التوت, بقوا قطعان من أفراد يعيشون الى جانب بعضهم البعض , وليس مع بعضهم البعض , اقاموا مجموعات الأفراد , التي لاتستحق اسم “مجتمع”, عدميون في بحثهم عن المستقبل في توحش الماضي , كانوا عشائر وقبائل , وبقوا عشائر وقبائل , تهاوت في ظل عشائرهم وقبائلهم رابطة الوطنية , البدوية المتنقلة من مكان الى آخر لاتعرف الأوطان والحدود الجغرافية , انما الحدود الديمغرافية المشوهة للحدود الوطنية , حدود ديمغرافية مرسومة على خرائط دينية , الدين هو الوطن , وخدمة هذا الوطن -الدين هي جزء من الايمان.
———
(*) ربا منصور ومها بيطار هما كاتبتان سوريتان