كان رجلا في الثالثة عشرة من عمره ! / طاهر بن جلون (*) ترجمة د. حسان جمالي
في ذكرى استشهاد حمزة الخطيب، مقال للكاتب/ الشاعر المغربي طاهر بن جلول بعد أيام من استشهاد الطفل حمزة الخطيب.
—————-
حمزة الخطيب كان في الثالثة عشرة من عمره. مات وهو يحمل معه ذلك الجزء من النور الذي يمنح الشجاعة والكرامة.
النور هو ما يجعل من الرجل انسانا “(فيكتور هوغو). حمزة الخطيب كان رجلاً في الثالثة عشرة من عمره. مات وهو يحمل معه ذلك الجزء من النور الذي يمنح الشجاعة والكرامة، حسب ما كتب أبو ديب في صحيفة أورينت لوجور البيروتية(2 حزيران / يونيو 2011) ، “بالنسبة لسوريا ، لم يتعرض حمزة للتعذيب. لقد قتلناه قليلا “.
اعتقل في 29 أبريل / نيسان في درعا لأنه صرخ: “يسقط النظام” ، وتعرض للتعذيب بالصدمات الكهربائية وحروق في قدميه ومرفقيه وركبتيه. قطعوا قضيبه وجرحوا وجهه ثم قضوا عليه بثلاث رصاصات ، إحداها في صدره. أُعيد إلى عائلته في 31 مايو / أيار. في الوقت نفسه ، تم اعتقال الأب وإجباره على اتهام السلفيين علانية بتعذيب ابنه. كان لون الجثة أرجوانيا قد دخلت قي مرحلة التحلل. ، لكن آثار التعذيب كانت واضحة للعيان.
الذين فعلوا ذلك هم كالجرذان ، حتى لا يستحقون صفةالذئاب ، وكل ما في الأمر أنهم كانوا يقتلون كالفئران ويهلوسون. ستصبح لياليهم مليئة بأشباح الأطفال ، مثل الفراشات الخفيفةالتي تصطدم بنور النافذة. أنا متأكد من أنهم ينامون جيدًا ويحلمون. الوحشية الإجرامية تغذيهم وتفتح آفاقًا لجلسات جديدة من التعذيب والموت. لقد نشأوا في العصير اليديولوجي،المثير للغثيان،لحزب البعث الشمولي.
وجه هذا الطفل الممتلئ عافية نشرته الصحافة ؛ صور جثته المقطعة موجودة على شريط فيديو على شبكة الإنترنت. أربعة أطفال آخرين تعرضوا لتعذيب مماثل. لا اعرف ما أعمار اولاد بشار الاسد. يبدو أنه أرسلهم إلى الخارج. لكن مهما كان الأمر. إن تعذيب زبانيته لطفل حتى الموت يدل بوضوع عن إنسانيته ورؤيته للعالم ولممارسة السلطة. آمل أن تبقى صورة حمزة الصغير في ذاكرة أولاده.
لا يعرف النظام السوري وسيلة أخرى للرد على احتجاج سلمي إلا بالسلاح وبتلك الدرجة المتوحشة من الهمجية. أكثر من 1200 قتيل منذ بدء الاحتجاجات السلمية حتى هذااليوم.
سيحاكم نظام دمشق الفاقد للشرعية،عاجلاً أم آجلاً، على جرائمه ضد الإنسانية. وبانتظار ذلك يستمر في زرع الرعب في قلوب السوريين. لكن لا بد من ذكر الشجاعة الهائلة للشعب السوري الذي بقي يخرج إلى الشوارع عدة مرات في الأسبوع رغم معرفته أنه سيُستقبل برصاص المدافع الرشاشة.
ساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن هذا الشعب مكون من مخبرين ووشاة. تحدثنا طويلا عن سنوات القمع عندما يتحول أدنى شك في معارضة مواطن للنظام إلى صمت نهائي. اكتشفنا الآن مع”الربيع العربي” شعبًا شجاعا يتمتع في الوقت نفسه بحس عميق بالمسؤولية.
———
(*) طاهر بن جلون هو كاتب مغربي فرنسي وشاهر