ثقافة المعرفة

عبد القادر عبد اللّي.. التشكيليّ السوريالي/ نجم الدين سمّان

ربما لا يعرف البعضُ بأنّ عبد القادر قد درس الفنون الجميلة في استنبول؛ ومن هنا اتقانُه للغة التركية التي صار من أبرز المترجمين عنها إلى اللغة العربية؛ حتى كاد يغيبُ عن كثيرين بأنه فنان تشكيليّ بامتياز؛ وأيضاً.. فنان كاريكاتير.
سوريالي سوري
لم يجرؤ أحدٌ من الفنانين التشكيليّين السوريّين أن يُؤسِّسُ مناخاً سوريالياً خاصاً به، سورياً مَحضاً؛ سوى.. عبد القادر عبد اللّي.
أدركتُ هذا قبلَ عقودٍ.. كلَّما زُرتُهُ في مَرسَمِهِ الإدلبيِّ بعد عودته من تركيا، وكلّما ابتعدَ هو عن ينابيعه التشكيليةِ الأولى.. إلى حقل الترجمة.
كان عبد القادر واقعياً في حياتِه، يُدرِكُ بأنَّ الفنَّ التشكيليَّ؛ وبخاصةٍ لوحاتُهُ السوريالية.. لا جمهورَ لها؛ لن يقتنيها أحدٌ.. ولن تُطعِمَهُ خبزاً؛ لسخريتها الانتقاديّة الخارجةِ عن المألوفِ بينَ الناسِ وفي الوسط التشكيلي أيضاً، لهذا طلبَ مِنِّي يوماً.. أن أقومَ بِمُراجَعةٍ لغويةٍ لِما بدأ بترجمتِهِ من اللغة التركيّة، مُتهَيِّباً هذا الحَقلَ الصَعب؛ كدأبِهِ في جَدِّيَتِه وفي تدقيقِه، قلتُ له:
– ولا يهمَّك.. ابدأ بالترجمة، لكن لا تنسى إكمالَ لوحتِك.
مُشيراً إلى مُخطَّطِ لوحةٍ في مَرسَمِهِ.. لم تُنجَز بَعدُ.
ما بينَ التشكيلِ والترجمة.. كانت المعادلةُ أصعبَ مِمَّا تصَوَّرَهُ عبد القادر، فكلّما غرِقَ في دهاليزِ الترجمة.. ابتعدَ عن شَغَفِهِ بالرسم؛ مُذ كٌنّا في مقعدٍ دراسيٍ واحدٍ ورَسَمَ غلافَ أولِ نَصٍّ مسرحيٍّ كتبتُهُ، بأولِ توقيٍع فنّيٍ له؛ على كرتونةِ دفترٍ من ورقٍ أسمر؛ مُصَنَّعٍ محليّاً في “مكتبة القبَّاني” بإدلب…..
———-
تابع/ي القراءة على رابط المصدر أدناه:

المصدر
موقع رابطة الكتاب السوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى