لاجئون في “عرسال” يقاطعون المفوضية ويعلقون الاجتماعات معها/ عبد الحفيظ الحولاني
وقّعت مجموعة من مشرفي المخيمات، والناشطين السوريين في مخيمات “عرسال” أمس الجمعة بيانا يقاطعون فيه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، ويعلقون الاجتماع بموظفيها ولجانها حتى تحقيق مطالبهم بالكامل.
وقال مشرفو المخيمات في بيانهم الذي تم عرضه والتصويت عليه: “لم نعد نقبل بأي اجتماع يعقد من قبلنا كلاجئين سوريين مع مسؤولي المفوضية ولجانها العاملة مخيمات بلدة “عرسال” قبل تلبية مطالب اللاجئين السوريين وهي: إعادة النظر بملف المفصولين من قيود الأمم والمحرومين من المساعدات المالية، والغذائية.
وأضاف مشرفو المخيمات الذين وقعوا البيان: “نريد حقنا 27 دولار حسب الصرف الحالي، وزيادة في المساعدة الشتوية، والعمل على تفعيل ملف إعادة التوطين للملفات التي في عرسال (السفر عن طريق الامم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى الدول الأوروبية والغربية التي تستقبل اللاجئين السوريين)، ونريد من أصحاب القرار في المفوضية أن يقوموا بزيارة مخيمات “عرسال”، وتجمعاتها السكنية ليروا معاناتنا على أرض
الواقع.
في سياق متصل قال الناشط الإنساني “سامر عامر أبو عدي” في مخيمات “عرسال” لمراسل “زمان الوصل”: تضم بلدة “عرسال” 140 مخيما، و160 تجمعا سكنيا، وقد نال البيان موافقة أغلبية مشرفي التجمعات والمخيمات في البلدة.
وأضاف الناشط “سامر عامر”: لقد قمنا بتصدير هذا البيان بمثابة “صرخة” منا كلاجئين سوريين نعبر من خلالها عن رفضنا لحالة الإهمال المتكرر لمطالبنا من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والضرب بهمومنا ومشاكلنا عرض الحائط.
وأضاف عامر: “بناء عليه إن أي لجنة تجتمع مع المفوضية وتشق كلمة الأكثرية التي وافقت على البيان تعتبر غير مؤهلة للتكلم باسمنا كلاجئين، وكل ناشط يجتمع مع لجانها وموظفيها فإنه يعمل لمصلحته الشخصية على حساب أوجاعنا ومعاناتنا كلاجئين، ولا نمنحه شرف التكلم باسمنا”.
وأضاف مصدرو البيان: “لقد مضى زمن تمسيح الجوخ، واستدراد العطف من موظفي المفوضية لنحصل على حقنا، ولن نقبل بوجود انتهازيين يتكلمون باسمنا بعد الآن، كما أننا لم نعد نقبل تلك الطريقة الفوقية الممتلئة “عنجهية”، وغرور وتعالي من قبل بعض موظفي المفوضية الذين يزورون مخيماتنا”.
وشدد مصدرو البيان على أن “هناك خطوات تصعيدية سلمية وقانونية لاحقة، وسنواصل حملتنا حتى نحصل على كامل حقوقنا المقررة لنا بالقوانين والشرائع الدولية”.
ويواجه أكثر من 60 ألف لاجئ سوري في مخيمات “عرسال” أسوأ موجة فقر وجوع منذ تاريخ لجوئهم إلى لبنان عام 2013 في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ عامين، بالتوازي مع حالة من الغلاء الفاحش التي طالت جميع متطلبات حياتهم من دواء وغذاء وتدفئة، وانهيار شبه يومي في أسعار صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، وغياب أي بارقة أمل أممية أو حكومية تنقذهم من بين براثن المجاعة التي باتت تحاصر أطفالهم بشكل حقيقي وملموس.
——–
/ عن موقع “زمان الوصل”