حتى عناصر من حزب الله ساهموا بتعذيبنا في السجون / نسرين أحمد عبد العزيز مطر (*)
الأخت والصديقة الغالية المعتقلة هدى محمود بيطار التي تبلغ اهلها من يومين خبر وفتها و موتها في السجن لا أعرف ما حصل لها و كيف ماتت رحمها الله
لكن ما أعلمه عنها خلال سنتين ونصف من وجودي معها بنفس المهجع قبل خروجي من السجن فقد كان السجان يعذبها كثير بكل وسائل التعذيب والضرب المبرح لرفضها تلبية طلباتهم القذرة برضى وطيب من نفسها و كانت تعمل المستحيل و تتحمل العذاب حتى لا يصلوا لمبتغاهم
ولها قصص مشرفة تشرف أمة بأكملها صدقوني انها رغم أنها امرة و فتات صغيرة رقيقة ناعمة إلا أنها كانت بمئة رجل و تحملت من العذاب ما لا يتحمله كثير من الرجال فقط لتحمي شرفها و عفتها
ولها قصص بطولة مع عناصر الفرع و ضباطه و مع عنصر او مسؤول قذر عرفنا انه لبناني من لهجته و اغلبنا يظن انه من حزب الله فكانوا يخافون منه كثيرا و ينادونه ابو علي او حج محمد شعيب كان شديد الاجرام وكان ينتقي صفيرات السن لتعذيبهم والتعدي على شرفهم
و رغم أن هدى بيطار سجينة و مكبلة اليدين كانت تقاومهم بكل قوة حتى بعض الأحيان يغمى عليها من شدة التعذيب
والله ان ما فعلته و قصص صمودها و ثباتها أمام المجرمين تدون بماء من ذهب وكل قصصها وما حصل معها دونتها بعد خروجي من السجن حتى تقراء الأجيال القادمة عن نساء لا يقل شأنهم عن خولة و رابعة و هند
و عندما سالتها كيف تتحمل هذا التعذيب قالت لي بالحرف الواحد وأقسمت على ما قالته انها تستلهم الصبر والتحمل من القرآن والدعاء و التسبيح من لحظة أخذها للتحقيق حتى لحظة رجوعها او لحظة الإغماء و غيابها عن الوعي٠
وعلى فكرة قتلوا والدها أمام نظرها في السجن و لم تضعف بل زاد ثباتها و يقينها وايمانها
اللهم تغمدها الله بواسع رحمتك
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض
اللهم فرج عن كل من تبقى في سجون المجرم بشار.
——-
(*) نسرين أحمد عبد العزيز مطر معتقلة سابقا في السجون السورية
/ عن صفحتها في فيسبوك